( وعن سفيان الثورى رحمه الله تعالى ) أنه خرج الى مكة حاجا فكان يبكى من اول الليل الى اخره فى المحمل فقال له شيبان الراعى ياسفيان لم بكاؤك ان كان لاجل معصية فلا تعصه فقال سفيان أما الذنوب فما خطرت ببالى قط صغيرها ولا كبيرها وليس بكائى ياشيبان من اجل المعصية ولكن خوف من الخاتمة لانى رأيت شيخا كبيرا كتبنا عنه العلم وعلم الناس اربعين عاما وجاور بيت الله الحرام سنين وكنا نلتمس بركته فلما مات تحول وجهه عن القبلة ومات الى الشرق فما أخاف الا من سؤ الخاتمة فقال له ان ذلك من شؤم المعصية والاصرار على الذنوب فلا تعص ربك طرفة عين ( وعن حمزة بن عبدالله ) قال شهدت ابا بكر الشاشى عند موته فقلت له كيف حالك قال كسفينة تدور على الغرق فلا أدرى أنجو بلسلامة وتأتى الملائكة بالبشارة أن لاتخافوا ولا تحزنوا أم تغرق السفينة وتأتى الملائكة تقول لا بشرى يؤمئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا أى بعدا بعدا فلا تصلح لنا ياخبيث ياعاصى أبك على ظلام قلبك فانه يضئ اذا بكى السحاب على الربا فتبسمت وقلت ويحك تقول انا تائب وتتوقف أنهض وبادر فتلاف خيرا فات اذا صدق التائب فى توبته أنسى الله كاتبيه ماكتبا وأوحى الله تعالى الى الارض ان اكتمى على عبدى .....اخوانى الشيطان راصد يرصد فى جميع المقاصد ياأيها الذين أمنوا خذوا حذركم لا تسمعوا قوله فأنه كذاب أشر ولا تقبلوا نصحه فانه غشاش انما يدعوا حزبه ليكونوا من اصحاب السعير واعجبا لمن كان فى ظهر ابيه ادم كيف يدخل نارا وقودها الناس والحجارة ياأبن ادم انما طردنا ابليس لانه لم يسجد لآبيك فالعجب منك كيف صالحته وهجرتنا .
( وحكى ) ان مؤذنا فى منارة أربعين سنة فصعد يوما وأذن حتى بلغ قوله حى على الفلاح فوقع بصره على امرأة نصرانية فذهب عقله وقلبه وترك الاذان وذهب اليها ليخطبها فقالت مهرى ثقيل عليك فقال وما هو قالت تدخل فى دينى وتترك دين الاسلام فكفر بالله ودخل فى دينها فقالت له ان ابى فى اسفل الدار فانزل اليه واخطبنى منه فنزل فزلت رجله فسقط ومات كافرا ولم يقضى شهوته منها نعوذ بالله من سؤ الخاتمة (وكذلك يروى ) أن أخوين كان احدهما عابد والاخر مسرفا على نفسه وكان العابد يتمنى ان يرى ابليس فى محرابه فتمثل له يوما وقال ياأسفا عليك ضيعت من عمرك اربعين سنة فى حصر نفسك واتعاب بدنك وقد بقى من عمرك مثل ما مضى فأطلق نفسك فى شهواتها وتلذذ ثم تب بعد ذلك وعد الى العبادة فان الله غفور رحيم فقال العابد أنزل الى اخى فى اسفل الدار وأوافقه على الهوى واللذات عشرين سنة ثم اتوب وأعبد الله فى العشرين التى تبقى من عمرى فنزل وقال اخوه المسرف على نفسه قد أفنيت عمرى فى المعصية وأخى العابد يدخل الجنة وانا ادخل النار والله لاتوبن وأصعد الى اخى وأوافقه فى العبادة ما بقى من عمرى فلعل الله يغفر لى فطلع على نية التوبة ونزل اخوه على نية المعصية فزلت رجله فوقع على اخيه فماتا جميعا فى السلم فحشر العابد على نية المعصية وحشر المسرف على نية التوبة . وهكذا ندم العابد على تغيير نيته بلا شك ولا خفا وبكى على تفريطه بعد عبادته فأعتبروا ياأولى الابصار .........يتبع بأذن الله تعالى