فى شرح المقدمات ( تتمة ) قال فى شرح الصغرى متعلق القدرة والارادة واحد وهو الممكنات دون الواجبات والمستحيلات الا ان جهة تعلقها بالممكنات مختلفة فالقدرة صفة تؤثر فى أيجاد الممكن واعدامه والارادة صفة تؤثر فى أختصاص أحد طرفى الممكن من وجود وعدم أو طول وقصر ونحوها بالوقوع بدلا عن مقابله فصار تأثير القدرة فرع تأثير الارادة اذا لا يوجد مولانا جل وعز من الممكنات أو يعدم بقدرته الا ما أراد سبحانه وتعالى وجوده أو أعدامه وتأثير الارادة عند اهل الحق على وفق العلم فكل ما علم الله تبارك وتعالى انه يكون من الممكنات أو لايكون فذلك مراده جل وعز والمعتزلة جعلوا تعلق الارادة تابعا للامر فلا يريد عندهم مولانا جل وعز الا ماأمر به من الايمان والطاعة سواء وقع ذلك أم لا فعندنا أيمان أبى جهل مأمور به غير مراد له تعالى لانه تعلاى على علم عدم وقوعه وكفر أبى جهل منهى عنه وهو واقع بأرادة الله تعالى وقدرته وعند المعتزلة أيمانه هو المراد لله تعالى لا كفره فلزمهم انه وقع نقص فى ملك مولانا جل وعز اذ وقع فيه على قولهم ما لايريده تعالى من له ملك السموات والارض وما بينهما عن ذلك علوا كبيرا وبالجملة فالتعلقات عند أهل الحق ثلاثة مرتبة تعلق القدرة وتعلق الارادة وتعلق العلم بالممكنات فالآول مرتب على الثانى والثانى مرتب على الثالث وانما لم تتعلق القدرة والارادة بالواجب والمستحيل لان القدرة والارادة لما كانتا صفتين مؤثرتين ومن لازم ألاثر ان يكون موجودا بعد عدم لزم ان مالايقبل العدم أصلا كالواجب لايقبل ان يكون أثر لهما والا لزم تحصيل الحاصل وما لايقبل الوجود أصلا كالمستحيل لايقبل ايضا ان يكون أثر لهما وألا لزم قلب الحقيقة برجوع المستحيل عن الجائز فلا قصور أصلا فى عدم تعلق القدرة والارادة القديمتين بالواجب والمستحيل بل لو تعلقتا بهما لزم حينئذا القصور لانه يلزم على هذا التقدير الفسدان يجوز تعلقهما بأعدام أنفسهما بل وبأعدام الذات العلية وبأثبات الالوهية لما لايقبلها من الحوداث وسلبها عمن تجب له وهو مولانا جل وعز وأى نقص و فساد أعظم من هذا وبالجملة فذلك التقدير الفاسد يؤدى الى تخليط عظيم لا يبقة معه شئ من الايمان ولا شئ من المعقولات أصلا . ( فرع ) قال الامام أبو العباس أحمد القلشانى فى شرح الرسالة أختلف العلماء فى هل يجوز اطلاق القول بأن الله تعالى أراد الكفر والمعصية أم لا فقال أبن سعيدو القلانسى لا يجوز اطلاق ذلك وان صح فى الاعتقاد لان الاطلاق يلزم فيه الادب مع الله تعالى وان ذلك يوهم ان المعصية حسنة مأمور بها وقيل بالجواز قال ابن العربى قال شيخنا والصحيح الجواز حيث لا ايهام قلت الا ظهر الاول مع أعتقاد ان لا خالق الا الله وان جميع الكائنات بمراده وانظر قوله تعالى وانا لاندرى أشر أريد بمن فى الارض أم اراد بهم ربهم رشدا . صدق الله العظيم
* التاسعة العلم .............يتبع