خطط السداد والرشد على نظم مقدمة ابن رشد
وبقول الخالق قال الرازى الصحيح انه المخترع للاعيان المبدع لها وقيل الخلق هو التقدير وقيل هو التصوير ومنه قوله تعالى واذ نخلق من الطين ومن أدب من عرف انه الخالق أن يمعن النظر فى أتقان خلقه ليلوح لقلبه دلائل حكمته تعالى فى صنعه فيعلم انه تعالى خلق من نطفة بشرا ركب أعضاؤه ورتب أجزاءه على أحسن تركيب وأفضل ترتيب فتبارك الله أحسن الخالقين وبقول البارئ قال الرازى هو الخالق وقيل البرية مشتقه من البرى وهو التراب فاصلها غير الهمز وكل ما ذكر فى الخالق يأتى مثله فى البارئ وبهذا ظهر لك معنى قوله من غير شكل سابق .
وقوله ( نحمده جل على الالآ بحمد من فى الارض والسماء ) الالآ النعم وقوله بحمد من فى الارض والسماء يعنى يحمد بما يحمد به أهل الارض وأهل السماء تمم على ذلك بقوله
( لانه الموصوف بالمحامد رب لكل ناطق وجامد واعلم هداك الله للسداد بأنه فرض على العباد ) السداد هو الصواب والتسديد التوفيق للصواب واستدا لشئ استقام . والسداد بالفتح الاستقامة والصواب واما سداد القارورة وسداد الثغر وهو سده بالخيل وبالرجال فبالكسر لاغير وقولهم فيه سداد من عوز وأصبت به سدادا من عيش أى ما سدبه الخلة فيكسر . وقوله بأنه فرض على العباد العباد جمع عبد ولا يقع على كل مخلوق بل على كل من يمكنه التكليف وله جموع لا نطيل بذكرها .
وأشار للمفروض عليهم ( ان يعملوا بالقلب واللسان فى حالة السر وفى الاعلان ان لا اله ليس الا الله وكل شئ حادث سواه ) أى فرض على العباد ان يعملوا بقلوبهم فى سرهم وينطقوا بألسنتهم فقوله فى السر والاعلان تأكيد لقوله بالقلب و اللسان انه لا اله الا الله الواحد قال أبو المعالى معناه المتوحد عن الانقسام أو هو كقول القشيرى الذى لا قسيم له ولا يستثنى منه .....يتبع