أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيت عمه بعد ان حاورته خديجة رضى الله عنه فى مسألة زواجه فجلس بين عمه وعمته وقال أن خديجة قد سخرت بى وقالت لى كيت وكيت فقالت عاتكة ان كان ما قالت حقا فأنازع معها فأتت اليها وقالت يا خديجة ان كان لك مال ونسب فلنا حسب ونسب فلماذا تسخرين بأبن أخى محمد فقالت واعتذرت وقالت من يطيق يسخر من انسابكم ولكنى عرضت نفسى على محمد صلى الله عليه وسلم فأن قبلنى أتزوجت به وان لم يقبل فلا تزوج أحدا الى أن أموت فقالت عاتكة هل علم بهذا القول عمك ورقة بن نوفل فقالت لا ولكن قولى لاخيك أبى طالب بأن يتخذ ضيافة ويدعو عمى ورقة بن نوفل ويسيقيه من الاشربة ويخطبنى منه فرجعت عاتكة واخبرت أخاها بقول خديجة فاتخذ ضيافة ودعا ورقة بن نوفل واشراف العرب وخطب خديجة فقال قبلت ألا أنى أشاورها وذهب الى خديجة وشاورها فقالت يا عمى كيف أرد خطبة محمد وله امانة وصيانة وحسب وأصالة فقال ورقة نعم الا انه ليس له مال فقالت ان لم يكن له مال فلى مال بلا حد ولا حاجة لى فى المال مرادى الرجال فقد وكلتك ياعمى بتزويجى أياه فرجع ورقة بن نوفل الى دار أبى طالب وعقد النكاح وخطب بنفسه خطبة بليغة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وقال أريد ان تذهب معى الى دار خديجة فقال رضى الله عنه حبا وكرامة ثم أتى أبو بكر رضى الله عنه بدراعة وعمامة وألبسهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبا الى دار خديجة وكانت خديجة أقامت مائة غلام على يمين بابها بيد كل واحد طبق مملؤ من در وياقوت وزبرجد فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم نثر الغلمان الجواهر كلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دارها وقدمت موائد عليها الوان الاطعمة فأكلا ثم رجع أبو بكر رضى الله عنه الى منزله فتكلمت خديجة رضى الله عنه وقالت يا محمد ان جميع المال الذى لى من الصامت والناطق والضياع والقصور والعقار والديار والاماء والعبيد والطارف كلها لك فلذلك نزل قوله تعالى ووحدك عائلا أى فقيرا ويقال ان خديجة رضى الله عنها عاشت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا وعشرين سنة وخمسة أشهر وثمانية أيام منها خمس عشر سنة قبل الوحى والباقى بعد الوحى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوجها ابن خمس وعشرين سنة فولدت منه سبعة أولاد ثلاثة ذكور القاسم والطاهر والمطهر كلهم ماتوا فى الصغر وأربعا أناثا فاطمة وزينب ورقية وام كلثوم فزوج فاطمة على بن ابى طالب رضى الله عنه وزينب بأبى العاص بن الربيع وأم كلثوم بعثمان بن عفان رضى الله عنهما فماتت عنده ثم زوجه برقية وكانت الانكحة يوم الجمعة
( السادس ) نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضى الله عنها ...يتبع
