أم القواعد وما انطوت عليه من العقائد ( 6 )

 * التاسعة العلم * 

وهو صفة ينكشف بها المعلوم على ما هو به انكشافا لا يحتمل النقيض بوجه من الوجوه قال فى شرح المقدمات يعنى بالمعلوم كل ما يصح ان يعلم وهو كل واجب وكل مستحيل وكل جائز ومعنى ينكشف انه يتضح ذلك المعلوم لمن قامت به تلك الصفة ويتميز عن غيره أتضاحا لاخفاء معه وهذا مخرج للظن والشك والوهم فان الاحتمال القائم فيها يمنع من انكشاف ذلك المظنون والمشكوك والموهوم ويوجب له تعالى خفاء والتعبير بالمضارع فى الانكشاف يقتضى دوام الانكشاف واستمراره بحيث لا يحتمل النقيض بوجه وذلك لاستناد هذه الصفات الى ضرورة أو برهان ويخرج ايضا الاعتقاد الجازم مطابقا كان او غير مطابق لانه يحتمل النقيض بتشكيك مشكك فلا يستمر معه الانكشاف وقوله على ماهو به زيادة فى البيان وتصريح على سبيل التوكيد باخراج الجهل المركب وهو أعتقاد أمر على خلاف ما هو به والمقصود من هذا التعريف التقريب على سبيل الاختصار لعسر تعريف العلم بما يسلم من كل مناقشة ويدخل فى العلم على مقتضى هذا التعريف أدراك السمع والبصر وسائر الادركات فهى اذا انواع للعلم وهذا مذهب الشيخ الاشعرى رضى الله عنه وقد اتضح من قوله يعنى بالمعلوم كل ما يصح ان يعلم وهو كل واجب وكل جائز وكل ما يستحيل  ان متعلق العلم الاقسام الثلاثة .

* العاشرة الحياة *

وهى صفة تصحح لمن قامت به ان يتصف بالادراك قال فى شرح المقدمات يعنى ان الحياة ليست من الصفات المتعلقة وهى ما يقتضى لذاته زائدا على القيام بمحله كالقدر فأنها تقتضى زائدا على القيام بمحلها وهو المقدور الذى يتأتى بها ايجاده واعدامه والارادة تقتضى لذاتها مرادا يتخصص والعلم يقتضى معلوما ينكشف والكلام يقتضى معنى يدل عليه والسمع يقتضى مسموعا والبصر يقتضى مبصرا والحياة لا تقتضى زائدا على القيام بمحلها وانما هى صفة مصححة للادراك بمعنى انها شرط عقلى له يلزم من عدمها عدم الادراك ولا يلزم من وجودها وجود الادراك ولا عدمه . زد فى شرح الصغرى ما نصه وبالجملة فجميع صفات المعانى متعلقة أى طالبة لزائد على القيام بمحلها سوى الحياة وهذا التعلق نفسى لتلك الصفات كما ان قيامها بالذات نفسى لها ايضا .

* الحادية عشر والثانية عشر والسمع والبصر ..........يتبع  


المشاركات الشائعة