الحكم الشرعى أى المستند الى الشرع وهو الذى لا يعلم الا منه ولا يتوصل اليه بعقل ولابعادة هو خطاب الله تعالى المقتضى أى المتعلق بفعل المكلف يزيد من حيث انه مكلف ثم تعلق الخطاب بفعل المكلف اما ان يكون بطلب أى يطلب فيه طلبا واما ان يكون بأذن أى فى الفعل والترك بأن يبيحه وأما ان يكون بوضع بأن يصنع أى ينصب امارة أى على الطلب أو على ألاذن وتلك الامارة اما سبب أو شرط او مانع ثم أعلم أن الطلب أما أن يكون طلب الفعل أو طلب للكف عن الفعل وكل منهما اما ان يكون طلبا جازما بحيث لم يجوز له تركه كالايمان بالله ورسله وكقواعد الاسلام الخمس هو الايجاب وطلبه منه الفعل طلبا غير جازم بأن جوز له تركه كصلاة الفجر ونحوها هوالندب وطلبه منه الكف عن الفعل طلبا جازما بحيث لم يجوز له فعله كشرب الخمر والزنا ونحوهما هو التحريم وطلبه منه الكف عن الفعل طلبا غير جازم بأن جوز له فعله كالقرأة فى الركوع والسجود مثلا هو الكراهة فيضم اقسام الطلب هذه الى الاذن الذى هو اباحه الفعل والترك من غير ترجيح لاحدهما على الاخر كالبيع ونحوه تكمل اقسام الحكم الشرعى على الخمسة ويسمى هذا القسم خطاب التكليف وتعلق الخطاب بفعل المكلف لكن بواسطة وضع امارة من سبب او شرط او مانع على حكم من تلك الاحكام الخمسة هو المسمى فى الاصطلاح بخطاب الوضع وسأتى ببيان السبب والشرط والمانع . قال فى شرح المقدمات قوله فى حد الحكم الشرعى خطاب الله تعالى كالجنس فى الحد وحقيقة الخطاب الكلام الذى يقصد به من هو أهل للفهم واختلف هل من شرط التسمية به وجود المخاطب أم لا وعلى ذلك جرى الخلاف فى كلام الله تعالى هل يسمى فى الازل خطابا قبل وجود المخاطبين أم لا والمراد بالخطاب هنا المخاطب به من اطلاق المصدر على اسم المفعول واضافة الخطاب الى الله تعالى تخرج خطاب غيره كالملوك والاباء والامهات والمشايخ وبالجملة يخرج بهذا القيد خطاب من سوى الله تعالى من الملائكة والانس والجن فلا يسمى خطاب هؤلاء كلهم حكما شرعيا وانما سمى خطاب الرسل بالتكاليف حكما شرعيا لانهم مبلغون عن الله تعالى معصومون فى تبليغهم من الكذب عمدا او سهوا وقوله المتعلق بأفعال المكلفين يخرج أربعة أشياء ( الاول ) خطابه تعالى المتعلق بذاته العلية نحو لا اله الا الله ( والثانى ) الخطاب المتعلق بفعله نحو الله خالق كل شئ ( الثالث ) الخطاب المتعلق بالجمادات نحو ويوم تسير الجبال ( الرابع ) الخطاب المتعلق بذوات المكلفين نحو ولقد خلقناكم ثم صورناكم والمراد بفعل المكلف ما يصدر منه ليشمل القول والنية ...........يتبع