فى قول بسم الله الرحمن الرحيم ( 3 )

المرشد المعين على الضرورى من علوم الدين  

قال الامام شهاب الدين القرافى رحمه الله فى كتاب الاحكام فى تمييز الفتاوى عن الاحكام تحرم الفتوى من الكتب الحديثة التصنيف اذا لم يشتهر اعزاء ما فيها من النقول الى الكتب المشهورة الا ان يعلم ان مصنفها ممن يعتمد لصحة علمه والوثوق بعدالته وكذا تحرم الفتوى من الكتب الغربية التى لم تشتهر حتى تتظافر عليها الخواطر ويعلم صحة ما فيها وكذا تحرم من حواشى الكتب لعدم الوثوق بما فيها قال أبن فرحون مراده اذا كانت الحواشى غريبة النقل اما اذا كان مافيها موجود فى الامهات أو منسوبا الى محله وهو بخط من يوثق به فلا فرق بينها وبين سائر التصانيف  واذا تأكدت معرفة مؤلف الكتاب كما ذكر فلابد من التعريف بالناظم وذكر نبذة من أحواله رحمه الله فأقول ناظم هذه القصيدة ( يقول عبد الواحد بن عاشر * مبتدئا بأسم الاله القادر 

الحمد لله الذى علمنا  *  من العلوم ما به كلفنا 

صلى وسلم على محمد * وأله وصحبه والمقتدى    

هو شيخنا الامام العالم العلامة المتفنن الحاج الابر المجاهد سيدى أبو محمد عبد الواحد بن احمد بن على بن عاشر الانصارى نسبا الاندلسى أصلا الفاسى منشأ ودارا كان رحمه الله تعالى عالما عاملا ورعا عابدا متفننا فى علوم شتى قرأ القرأن على الامام الشهير الاستاذ المحقق أبى العباس أحمد بن الفقيه و الاستاذ سيدى عثمان اللمطى وعلى غيره وأخذ قراأت الائمة السبعة عن الاستاذ المحقق أبى العباس أحمد الكفيف ثم عن العالم الشهير مفتى فاس وخطيب حضرتها أبى عبدالله محمد الشريف المرى التلمسانى وغيرهما ولا شك أنه فاق اشياخه فى التفنن فى التوجيهات والتعليلات رحم الله جميعهم وأخذ النحو وغيره من العلوم عن جماعة من الائمة منهم الامام النحوى الاستاذ ابى الفضل قاسم بن ابى العافية الشهير بأبن القاضى واخرين من الاساتذه وكبار العلماء وكان الناظم رحمه الله تعالى يذكر لنا عنه كرامات نفعنا الله به وكشيخنا الامام العالم المتفنن المفسر المسن قاضى الجماعة بفاس وخطيب حضرتها ومفتيها أبى الفضل قاسم بن محمد أبى النعيم الغسانى وأخذ الحديث عن بعض ما تقدم من الشيوخ الفاسيين كأبن عزيز والقمار وشيخنا ابن القاضى وعن غيرهم من المشارقة  لما حج وذلك سنة ثمانية والف وهو الامام المحدث المعمر صفى الدين أبو عبدالله محمد بن يحي العزى الشافعى وقرا موطأ الامام مالك بن انس على الفقيه العالم المسن سيدى أبى عبدالله محمد الجنان وشمائل الترمذى على شيخنا الامام العالم المحدث سيدى أبى الحسن على البطيوى رحمة الله علينا وعليهم اجمعين وكان الناظم رحمه الله ذا معرفة بالقراأت وتوجيهها وبالنحو والتفسير والاعراب والرسم والضبط وعلم الكلام يحفظ نظم ابن ذكرى عن ظهر قلب ويعلم الاصول والفقه والتوقيت والتعديل والحساب والفرائض وعلم المنطق والبيان والعروض والطب وغير ذلك وحج وجاهد واعتكف وكان يقوم من الليل ما شاء الله تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته ألف تاليف عديدة كثرة فيها الفوائد والتحقيق وموافقة المشهور بحيث من قرأ من مؤلفاته وفهم مسائلها خرج قطعا عن ربقة التقليد المختلف فى صحة ايمان صاحبه وأدى ما أوجب الله عليه تعلمه من العلم الواجب على الاعيان أبقى الله وجوده كهفا للاسلام وجلاء لغياهب الظلام واعانه على نصرة الاسلام بجاه سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وأزكى السلام ...............يتبع   

المشاركات الشائعة