والصحابة أصناف فهم مهاجرون وأنصار وخلفاؤهم ومن أسلم يوم الفتح أو بعده وأفضلهم أجمالا المهاجرون ومن بعدهم على الترتيب وأما تفضيلا فسباق الانصار افضل من جماعة من متاخرى المهاجرين وسباق المهاجرين أفضل من سباق الانصار ثم هم بعد ذلك يتفاوتون فرب متأخر اسلاما مثل عمر رضى الله عنه أفضل من متقدم مثل بلال . وقال ابو منصور البغدادى رحمه الله وقد كان من أكابر ألائمة بأجماع اهل السنة أن أفضل الصحابة أبو بكر فعمر فعشمان فعلى , فبقية العشرة المبشرين بالجنة , فأهل بدر فباقى أهل أحد فباقى أهل بيعة الرضوان بالحديبية فباقى الصحابة .
وقد أخرج الانصارى عن انس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ياأبا بكر ليت أنى لقيت اخوانى فقال ابو بكر يا رسول الله نحن أخوانك قال لا أنتم أصحابى اخوانى الذين لم يرونى وصدقوا بى واحبونى حتى أنى لآحب الى أحدهم من ولده ووالده قالوا يا رسول الله أنحن اخوانك قال لا أنتم أصحابى ألا تحب ياأبا بكر قوما أحبوك بحبى أياك فأحبهم ماأحبوك بحبى أياك وقال صلى الله عليه وسلم من احب الله أحب القرأن ومن أحب القرأن أحبنى ومن احبنى أحب أصحابى وقرابتى رواه الديلمى وقال صلى الله عليه وسلم ياأيها الناس أحفظونى فى أحبائى وأصهارى وأصحابى لا يطالبنكم الله بمظلمة احد منهم فانها ليست مما يوهب رواه الخلعى . وقال صلى الله عليه وسلم الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضا بعدى من أحبهم فقد احبنى ومن أبغضهم فقد أبغضنى ومن أذاهم فقد أذانى ومن أذانى فقد أذى الله ومن أذى الله يوشك ان يأخذه ورواه المخلص الذهبى فهذا الحديث وما قبله خرج مخرج الوصية بأصحابه على طريق التاكيد والترغيب فى حبهم والترهيب عن بغضهم وفيه ايضا أشارة الى ان حبهم أيمان وبغضهم كفر لان بغضهم اذا كان بغضا له صلى الله عليه وسلم كان كفرا بلا نزاع وذلك لخبر لن يؤمن أحدكم حتى أكون احب اليه من نفسه وهذا يدل على كمال قربهم منه من حيث أنزلهم منزلة نفسه حتى كاءن من أذاهم كاءنه واقع عليه صلى الله عليه وسلم وفيه ايضا ان محبة من احبه النبى صلى الله عليه وسلم فى كاء اله واصحابه رضى الله تعالى عنهمم علامة على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ان محبته صلى الله عليه وسلم علامة على محبة الله تعالى . قال ألله تعالى "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله " صدق الله العظيم وهو ما يعنى ان حب أله وازواجه وذريته واصحابه من الواجبات المتعينات ومحبتهم وتوقيرهم وبرهم والقيام بحقوقهم والاقتداء بهم بالمشى على سنتهم وادابهم وأخلاقهم والعمل بأقوالهم والثناء عليهم قال سهل بن عبدالله التسترى لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يوقر أصحابه ....يستكمل بمشيئة الله تعالى