ألصحابة رضوان الله عليهم ( 8 )

ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة ايضا أن معاوية رضى الله عته لم يكن فى ايام على خليفة وانما كان من الملوك وغاية اجتهاده انه كان له اجر واحد على أجتهاده واما على فكان له أجران اجر على اجتهاده واجر على اصابته بل عشرة أجور لحديث أذا اجتهد المجتهد فأصاب فله عشرة أجور . وأختلفوا فى امامة معاوية بعد موت على رضى الله عنه فقيل صار أماما وخليفة لان البيعة قد تمت له وقيل لم يصر أماما لحديث أبى داود والترمذى والنسائى الخلافة بعدى ثلاثون سنة ثم تصير ملكا وقد انقضت الثلاثون بوفاة على رضى الله عنه على انه يقال أن الثلاثون عاما تمت خلال مدة خلافة الحسن ابن على رضى الله عنهما ومن ثم كان تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية حفظا لدماء المسلمين وفى حديث البخارى السابق عن أبى بكر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن ابن على الى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول ان ابنى هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظميمتين من المسلمين . وهكذا كان الحسن يعمل على درء الفتنة وصون دماء المسلمين حتى ولو كان فى سبيل تحقيق ذلك تنازله عن الخلافة وتسليم امرها لمعاوية . وقد أخرج الترمذى وحسنه عن عبد الرحمن بن أبى عميرة الصحابى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال للمعاوية اللهم اجعله هاديا مهديا . وقد اخرج أحمد فى مسنده عن العرباض بن سارية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب . 

لم يكن للحسن نزوله عن الخلافة وتسليمه الامر لمعاوية أضطرريا بل كان اختياريا وقد مر عن صحيح البخارى ان معاوية هو هو السائل للحسن فى الصلح ومن دلالة صحة ما فعله الحسن وعلى انه مختار فيه ان تلك الفوائد الشرعية وهى صحة خلافة معاوية وقيامه بأمور المسلمين وتصرفه فيها بسائر ما تقتضيه الخلافة مترتبة على ذلك الصلح فالحق ثبوت الخلافة لمعاوية من حينئذ وانه بعد ذلك خليفة حق وامام صدق فكيف لا يكون كذلك وقد أخرج الترمذى ماسبق ذكره من حديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية اللهم اجعله هاديا مهديا . وقد اخرج أبن ابى شيبه فى المصنف والطبرانى فى الكبير عن عبد الملك بن عمر قال قال معاوية مازلت أطمع فى ألخلافة منذ قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاوية أذا ملكت فأحسن . ومما لا شك فيه ان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء مستجاب وقد علمنا مما ذكر من أحاديث أنه لا عقاب على معاوية فيما فعل من تلك الحروب وقد ساوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين فئتة وسماها فئة المسلمين والفئة الاخرى فئة الحسن وسماهم المسلمين ذلك فى الحديث ان أبنى هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظميتين من المسلمين .........يستكمل بمشيئة الله تعالى 

المشاركات الشائعة