بدل من الاول بدل الكل وهو فى حكم تكرير العامل من حيث انه المقصود بلنسبه لان المقصود صراط الذين انعمت عليهم وهى المقصودة بلنسبه لان المبدل منه فى نية الطرح والاسقاط فكانه قال تعالى اهدنا صراط الذين انعمت عليهم وفائدته اى البدل التوكيد والتنصيص على ان طريق المسلمين هو المشهود عليه بلاستقامه على أكد وجه وأبلغه لانه جعل كالتفسير والبيان له فكانه من البين الذى لا خفاء فيه ان الطريق المستقيم ما يكون طريق المؤمنين وقيل الذين انعمت عليهم الانبياء وقيل اصحاب موسى وعيسى عليهما السلام قبل التحريف والنسخ والانعام ايصال النعمه وهى فى الاصل الحاله الذى يستلذها الانسان فاطلقت لما يستلذه من النعمه وهى اللين ونعم الله ان كانت لاتحصى كما قال وان تعدو نعمة الله لاتحصوها تنحصر فى جنسين دنيوى واخروى والاول قسمان موهبى اى مثل النبوة وكسبى اى مثل الولايه والموهبى قسمان روحانى كنفخ الروح فيه واشراقه بلعقل وما يتبعه من القوى كالفهم والفكر والنطق وجسمانى كتخليق البدن والقوى الحاله فيه والهيئات العارضه له من الصحه وكمال الاعضاء والكسبى تزكية النفس عن الراذائل وتحليتها بلاخلاق السنيه والملكات الفاضله وتزيين البدن بلهيئات المطبوعه والحلى المستحسنه وحصول الجاه والمال والثانى أى الاخروى ان يغفر ما فرط منه ويرضى عنه ويبوأه فى أعلى عليين مع الملائكه المقربين ابد الابدين والمراد بقوله تعالى انعمت عليهم هو القسم الاخير وما يكون وصله الى نيله من القسم الاخر فان ما عدا ذلك يشترك فيه المؤمن والكافر . ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) بدل من الذين على معنى ان المنعم عليهم هم الذين ساموا من الغضب والضلال أو صفه له مبينه او مقيدة على معنى انهم جمعوا بين النعمه المطلقه وهى نعمة الايمان وبين السلامه من الغضب والضلال والغضب ثوران النفس ارادة الانتقام فاذا اسند الى الله تعالى اريد به المنتهى والغايه على ما مر والضلال المدول عن طريق السوى عمدا أو خطاءوقيل المغضوب عليهم اليهود لقوله تعالى فيهم من لعنه الله وغضب عليه والضالين النصارى لقوله تعالى قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا ويتجه ان يقال المغضوب عليهم العصاة والضالين الجاهلون بالله لان المنعم عليه من وفق للجمع بين معرفة الحق لذاته والخير للعمل به وكان المقابل له من اختل احدى قوتيه العاقله والعامله والمخل بلعمل فاسق مغضوب عليه لقوله تعالى فى القاتل عمدا وغضب الله عليه والمخل بلعلم جاهل ضال لقوله تعالى فماذا بعد الحق الا الضلال . ( أمين ) مفصولا عن الفاتحه بسكته وهو اسم الفعل الذى هو استجاب وليس نت القرأن وفاقا لكن يسن ختم السورة به لقوله عليه الصلاة والسلام علمنى جبريل امين عند فراغى من قرأة الفاتحه وقال انه كالختم على الكتاب وفى روايه اذا قال الامام ولا الضالين فقولوا امين فان الملائكه تقول امين فمن وافق تامينه تامين الملائكه غفر له ما تقدم من ذنبه وعن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابى الا اخبرك بسورة لم لم ينزل فى التوراه والانجيل والقرأن مثلها قلت بلى يارسول الله قال فاتحة الكتاب أنها السبع المثانى والقران العظيم الذى اوتيته وعن ابن عباس قال بيننا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس أذ أتاه ملك فقال ابشر بنورين اتيتهما لم يؤتهما نبى قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة الحديث وعن حذيفه ابن اليمان ان النبى صلى الله عليه وسلم قال ان القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا فيقرأ صبى من صبيانهم فى الكتاب الحمد لله رب العالمين فيسمع الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب اربعين سنة .تم