( وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة ) لما قرر وحدانيته وبين الطريق الموصل ألى العلم بها ذكر عقبة ما هو الحجه على نبوة محمد صلى ألله عليه وسلم وهو ألقران المعجز بفصاحته التى بددت فصاحة كل منطق وافحام من طولب بمعارضته من مصاقع الخطباء من العرب العرباء مع كثرتهم وافراطهم فى المضادة والمضارة وتهالكهم على المعازة والمعاره وعرف ما يتعرف به اعجازه ويتيقن انه من عند ألله كما يدعيه وانما قال مما نزلنا لان نزوله نجما فنجما بحسب الوقائع على ما نرى عليه أهل الشعر والخطابه والسورة الطائفه من ألقران المترجمه التى أقلها ثلاث أيات والحكمه فى تقطيع القرأن سورا أفراد الانواع وتلاحق الاشكال وتجاوب النظم وتنشيط القارئ وتسهيل الحفظ والترغيب فيه ( من مثله ) أى بسورة كائنه من مثله أى مماثله للقران العظيم فى البلاغه وحسن النظم ( وأدعوا شهداءكم من دون ألله ) فأنه أمر بأن يستعينوا بكل من ينصرهم ويعينهم والشهداء جمع شهيد بمعنى الحاضر أو الناصر ومعنى دون ادنى مكان من الشئ ثم أستعير للرتب فقيل زيد دون عمرو أى فى الشرف ثم أتسع فيه فاستعمل فى كل تجاوز حد ألى حد وتخطى أمر ألى أخر قال تعالى لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين اى لايتجاوزوا ولاية المؤمنين الى ولاية الكافرين وقال اميه يانفس مالك من دون ألله من واق أى أذا تجاوزت وقاية ألله فلا يقيك غيره والمعنى وادعوا الى المعارضه من حضركم أو رجوتم معونته من أنسكم وجنكم وألهتكم غير ألله سبحانه وتعالى فانه لايقدر على أن يأتى بمثله ألا ألله ( أن كنتم صادقين ) اى ان كنتم صادقين أنه من كلام ألبشر ( فأن لم تفعلوا ولن تفعلوا فأتقوا النار ألتى وقودها ألناس والحجاره ) لما بين لهم ما يتعرفون به أمر الرسول صلى ألله عليه وسلم وما جاء به وميز لهم الحق من الباطل رتب عليهم ما هو كالفذلكه له وهو أنكم أذا أجتهدتم فى معارضته وعجزتم جميعا عن ألاتيان بما يساويه او يدانيه ظهر أنه معجز والتصديق به واجب فأمنوا به وأتقوا ألعذاب المعد لمن كذب والمراد بالحجاره الاصنام التى نحتوها وعبدوها طمعا فى شفاعتهل والانتفاع بها واستدفاع المضار بمكانتها ويدل عليه قوله تعالى أنكم وما تعبدون من دون ألله حصب أى حطب جهنم ( أعدت للكافرين ) هيئت لهم والايه تدل على أن النار مخلوقه معده ألان لهم ( وبشر ألذين أمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها ألانهار ) أى من تحت أشجارها والبشاره الخبر السار فانه يظهر اثر ألسرور فى ألبشره والصالحات جمع صالحه وهى من ألاعمال ما سوغه الشرع وحسنه وعطف العمل على ألايمان أشعارا بأن السبب فى أستحقاق هذه البشارة مجموع ألامرين والجمع بين الوصفين فأن ألايمان ألذى هو عباره عن ألتحقيق والتصديق أس أى اساس والعمل الصالح كلبناء عليه ولا غنا باس لابناء عليه والجنه سميت بذلك لانه ستر فى الدنيا ماأعد فيها للبشر من أفنان أى أنواع النعم كماقال سبحانه وتعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين والجنان على ما ذكره أبن عباس سبع جنة الفردوس وجنة عدن وجنة النعيم ودار الخلد وجنة المأوى ودار السلام وعليون وفى كل واحدة منها مراتب ودرجات متفاوته على حسب تفاوت الاعمال والعمال واللام فى لهم تدل على أستحقاقهم أياها لاجل ما ترتب عليه من ألايمان والعمل الصالح لا لذاته فأنه لايكافئ النعم السابقه فضلا عن أن يقتضى ثوابا وجزاء فيما يستقبل بل يجعل الشارع ومقتضى وعده تعالى ولا على الاطلاق بل بشرط ان يستمر عليه حتى يموت وهو مؤمن لقوله تعالى ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم ( كلما رزقوا منها من ثمره رزقا قالوا هذا ألذى رزقنا من قبل ) .......... يتبع