تابع سورة البقرة ( وما الله بغافل عما يعملون )

عما يفعله اليهود من أنكار القبلة ( ولئن أتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ) على صدقك فى أمر القبلة ( ما تبعوا قبلتك ) عنادا ( وما انت بتابع قبلتهم ) هذا للقطع لطمعه فى أسلامهم وطمعهم فى عودتها أليهم ( وما بعضهم بتابع قبلة بعض ) اى لا اليهود قبلة النصارى ولا النصارى قبلة لليهود ( ولئن أتبعت أهوائهم ) التى يدعونك أليها ( من بعد ما جاءك من العلم ) الوحى ( انك اذا ) ان اتبعتهم ( لمن الظالمين ) اى من المرتكبين للظلم الفاحش وفى هذا زيادة نحذير واستقطاع الحال من ترك الدليل بعد اثارته وتتبع الهوى وتحفيز للثبات على الحق ( الذين أتيناهم الكتاب ) يعنى علماءهم ( يعرفونه ) أى محمد صلى الله عليه وسلم ( كما يعرفون أبناءهم ) أى من بين اولادهم الصبيان قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لعبد الله ابن سلام رضى الله تعالى عنه كيف هذه المعرفه قال عبدالله ياعمر لقد عرفته حين رأيته كما أعرف أبنى ومعرفتى بمحمد صلى الله عليه وسلم أشد من معرفتى بأبنى فقال عمر وكيف ذلك قال لست أشك فى محمد انه نبى واما ولدى فلعل والدته خانت فقال عمر وفقك الله تعالى ياأبن سلام فقد صدقت ( وان فريقا منهم ) أى اهل الكتاب ( ليكتمون الحق ) أى صفته صلى الله عليه وسلم وكذا أمر الكعبه ( وهم يعلمون ) ولا يظهرونه عنادا ( الحق من ربك ) وألمعنى أن الحق ما ثبت انه من الله تعالى كالذى انت عليه لا مالم يثبت كالذى عليه اهل الكتاب ( فلا تكونن من الممترين ) أى من ألشاكين فى أنه من ربك أو بمعنى انه فى كتمانهم الحق فأنهم عالمين به فلا تكونن من هذا النوع وهذا ليس فيه نهى للرسول صلى الله عليه وسلم عن ألشك وهو امر غير متوقع منه بل المراد به أمته ( ولكل ) من ألامم ( وجهة ) قبلة ( هو موليها ) وجهه فى صلاته ( فاستبقوا الخيرات ) بادروا الى الطاعات وقبولها ( أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ) يجمعكم يوم القيامة فيجازيكم بأعمالكم ( ان الله على كل شئ قدير ) فهو سبحانه يقدر على الاماته والاحياء والجمع ( ومن حيث خرجت ) أى من اى مكان خرجت للسفر ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ) اذا أقمت الصلاة ( وأنه ) أى هذا الامر ( للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون ) أيها ألمؤمنون من ألامتثال لآمره ( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) وكرر سبحانه وتعالى التولى لشطر المسجد الحرام ثلاث مرات لتأكيد أمر القبلة وتشديده على ذلك لان النسخ من مظان الفتنه والشبهه وتسويل الشيطان فكان التكرار للثبات  أو لآن الاحوال الثلاثه أولها أن يكون الانسان فى المسجد الحرام وثانيها ان يخرج عنه ويكون داخل البلدة وثالثها ان يكون خارج البلدة فألايه الاولى محموله على الاول والثانيه على الثانى والثالثه على الثالث وقوله تعالى ( لئلا يكون للناس ) أى اليهود أو المشركين ( عليكم حجة ) أى مجادلة فى تغير التولى أى لتنتفى مجادلتهم لكم من قول اليهود يجحد ديننا ويتبع قبلتنا وقول المشركين يدعى ملة ابراهيم ويخالف قبلته ( ألا الذين ظلموا منهم ) صدق الله العظيم ...... يتبع باذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة