أى أضمرتم من نكاحهن فلم تذكروه تصريحا ولا تعريضا قال السدى وهو أن يدخل فيسلم ويهدى أن شاء ولا يتكلم بشئ ( علم الله أنكم ستذكرونهن ) بالخطبة ولا تصبرون عنهن فأباح لكم التعريض وفيه نوع توبيخ ( ولكن لا تواعدهن سرا ) أى نكاحا فالسر كناية عن النكاح الذى هو الوطء لآنه مما يسر . قال امرؤ القيس ألا زعمت سبابة اليوم أننى ..كبرت وأن لايحسن السر أمثالى ثم عبر بالسر الذى هو كناية عن الوطء بعقد النكاح لان العقد سبب الوطء وقيل هو الزنا وقيل هو ان يصف نفسه لها بكثرة الجماع كأن يقول أتيك الاربعة و الخمسة ونحو ذلك والتقدير علم الله انكم ستذكرونهن فأذكروهن ولكن لا تواعدهن سرا ( الا ان تقولوا قولا معروفا ) أى ما عرف شرعا من التعريض فلكم ذلك أى لا تواعدهن مواعدة ألا مواعدة معروفة غير منكرة أو الماعدة بقول معروف ( ولا تعزموا عقدة النكاح ) أى على عقده وفى ذلك مبالغة فى النهى عن عقد النكاح فى العدة كما فى قوله تعالى ولا تقربوا الزنا ( حتى يبلغ الكتاب ) أى المكتوب ( أجله ) بأن ينتهى ما فرض فيه من العدة ( واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم ) من العزم وغيره ( فاحذروه ) أى خافوا عقابه ( واعلموا أن الله غفور ) لمن يحذرة ( حليم ) بتأخير العقوبة عن مستحقها ( لاجناح عليكم ان طلقتم النساء مالم تمسوهن ) أى تجامعوهن ( أو ) لم ( تفرضوا لهن فريضة ) أى مهرا والفرض تسمية المهر بمعنى تحديده والمعنى أنه لا تبعة على المطلق من مطالبة المهر اذا كانت المطلقة غير ممسوسة ولم يسم لها مهرا أذ لو كانت ممسوسه فعليه المسمى أو مهر المثل ولو كانت غير ممسوسة ولكن سمى لها مهرا فلها نصف المسمى ( ومتعوهن ) اعطوهن ما يتمتعن به ويسن أن لا تنقص عن ثلاثين درهما او ما قيمته ذلك وأذا ترضا بشئ فذاك وان تنازعا قدرها قاض بأجتهاده بقدر حالهما من يساره واعساره ونسبها وصفاتها كما قال تعالى ( على الموسع ) أى الغنى منكم ( قدره ) أى ما يطيقه ويليق به ( وعلى المقتر ) أى ضيق الرزق ( قدره ) أى ما يطيقه ويليق به وذكر فى الجلالين انه لا نظر الى قدرة الزوجة ( متاعا ) أى تمتعيا ( بالمعروف ) شرعا ( حقا ) أى متاعا واجبا عليهم ( على المحسنين ) أى المطيعين ( وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ) أى النصف لهن ويرجعن لكم النصف ( الا ) لكن ( أن يعفون ) أى الزوجات فلا يأخذن شيئا أو يعفوا ألذى بيده عقد النكاح ) وهو الزوج فيترك لها الكل وعن ابن عباس الولى اذا كانت محجورة فلا حرج فى ذلك ( وأن تعفوا أقرب للتقوى ) والخطاب للرجال والنساء جميعا اى ان يتفضل بعضكم على بعض ( ان الله بما تعملون بصير ) فيجازيكم به ( حافظوا على الصلوات ) صدق الله العظيم .....يتبع بأذن الله تعالى