قلنا فيما سبق ان الله سبحانه وتعالى يعنى بالاية عظام حمار عزيز ليريه الله كيف يحيى الموتى حتى جعله يرى فى حماره كيف أصبح عظاما منثورة ثم يريه بعد ذلك كيف تركبت وكسيت لحما ونفخ فيه الروح ونهق بأذن الله تعالى وقد روى ان عزيزا لما احياه الله تعالى ركب حماره حتى اتى محلته فأنكره الناس وأنكر الناس منازله فانطلق على وهم حتى أتى منزله فاذا هو بعجوز عمياء مقعدة أتى عليها مائة وعشرون سنة كانت أمة لهم فخرج عزيز عنهم وهى بنت عشرين سنة فقال لها عزيز ياهذه أهذا منزل عزيز قالت نعم هذا منزل عزيز وبكت وقالت ما رأيت احدا من كذا وكذا سنة يذكر عزيزا فقال فأنى انا عزيز فقالت سبحان الله فان عزيزا فقدناه من مائة سنه لم نسمع له بذكر قال ان الله اماتنى مائة سنة ثم بعثنى قالت فان عزيزا كان رجلا مستجاب الدعوة يدعو للمريض وصاحب البلاء بالعافية فأدع الله أن يرد على بصرى حتى اراك فان كنت عزيزا عرفتك فدعا ربه ومسح يده على عينيها فصحتا واخذ بيدها فقال قومى باذن الله تعالى فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة كأنما نشطت من عقال فنظرت اليه فقالت اشهد انك عزيز فأنطلقت الى بنى اسرائيل وهم فى مجالسهم وابن العزيز شيخ ابن مائة وثمانية عشر سنة وبنو بنيه شيوخ فى المجلس قال الضحاك عاد الى قريته شابا وأولاد اولاده شيوخ وعجائز وهو أسود الرأس واللحية فقالت هذا عزيز قد جاءكم فكذبوها فقالت انا فلانه ومولاكم دعا لى ربه فرد على بصرى وأطلق رجلى وزعم ان الله أماته مائة عام ثم بعثه فنهض الناس وأقبلوا عليه ونظروا أليه وقال ابنه كان لابى شامة سوداء مثل الهلال بين كتفيه فكشف عن كتفيه فاذا هو عزيز فقال بنوا اسرائيل فانه لم يكن فينا أحد حفظ التوارة فيما حدثنا غير عزيز فقرا لهم التوارة من الحفظ . أى قراها غيبا ولم يحفظها احد قبله فعرفوه بذلك وقالوا هو ابن الله ( فلما تبين له ) ما اشكل عليه ( قال أعلم ) علم المشاهدة ( ان الله على كل شئ قدير و ) اذكر ( اذ قال ابراهيم رب أرنى ) أى أبصرنى ( كيف تحيى الموتى ) قال الحسن وقتادة والضحاك كان سبب هذا السؤال من اباهيم عليه السلام انه مر على دابة ميتة قال ابن جرير كانت جيفة حمار فرأها وقد توزعتها دواب البحر والبر فكانت اذا مد البحر جاءت الحيتان ودواب البحر فأكلت منها وما وقع منها يصير فى البحر واذا انحسر البحر جاءت السباع فأكلت منها وما وقع منها يصير ترابا فاذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها وما سقط قطعته الريح فى الهواء فلما راى ذلك ابراهيم تعجب منها وقال يارب قد علمت انك لتجمعها من بطون السباع وحواصل الطير وأجواف دواب البحر فأرنى كيف تحييها فازداد يقينا فعاتبه الله بقوله ( قال أو لم تؤمن ) بقدرتى على الاحياء سأله مع علمه بأيمانه بذلك ليجيب بما اجاب به فيعلم السامعون غرضه ( قال بلى ) يارب أمنت ( ولكن ليطمئن قلبى ) صدق الله العظيم .......يتبع بأذن الله تعالى