نابع فى صدقة التطوع ( 2 )

وعن أبى القاسم المدكور رحمة الله عليه قال كان من خلق ابراهيم عليه السلام أن يتصدق بخير ما يجد وأفضله وأحسنه فقيل له لو تصدقت بدون هذا لكفى فقال لايرانى الله تعالى اطلب خير ما عنده بشر ما عندى وعن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أثنتان من الشيطان واثنتان من الله تعالى ثم قرأ هذه الاية الشيطان يعدكم الفقر يعنى ينهاكم عن الصدقة ويأمركم بالفحشاء يعنى بالمعاصى والله يعدكم مغفرة منه وفضلا يعنى يامركم بالطاعات وبالصدقة لتنالوا منه مغفرته وفضله والله واسع عليم يعنى عليم بثواب من يتصدق * وعن أبى ذر الغفارى رضى الله عنه قال ما على الارض صدقة تخرج حتى تفك لحي سبعين شيطانا كلهم ينهاه عنها * وعن عكرمة رضى الله عنه قال كان فى بنى اسرائيل رجل ذو مال وكان ذا معروف فى ماله فمات وترك أمرأة وابنا فقالت المرأة ما أرى لما بقى من ماله وجها أفضل مما كان يصنع فتصدقت به ألا مائتى درهم ادخرتها لولدها فلما ادرك الغلام قال ياأماه أى رجل كان أبى قالت من خيار بنى اسرائيل قال ما ترك مالا قالت بلى ولكنه كان يفعل المعروف وألحقته سبيله قال ما كان لك ان تتصدقى بمالى فما أبقيت منه قالت مائتى درهم قال هاتيها أبتغى بها فضل الله تعالى فأخذها منها ومضى فخلرج فمر بميت عريان مطروح على وجه الارض فقال ما وضع النال فى أفضل من هذا فاشترى له كفنا بمائة وثمانين وكفنه ووراه التراب ومضى بالعشرين فاذا هو برجل على اطريق فقال له اين تريد فقال خرجت أبتغى فضل الله تعالى فقال له ان دللتك على شئ تصيب فيه فضل الله تعالى تجعل لى نصف ما تصيب قال نعم قال فانطلق الى هذه المدينة فأنك يتجد امراة معها سنور تبيعه فاشتره منها بعشرين درهما ثم أذبحه وأحرقه بالنار ثم اجمع رماده واذهب بذلك الى المدينة الاخرى فان ملكها قد ذهب بصره فأكحله يرجع اليه بصره فذهب ففعل ذلك فقال الملك أورودوه الوادى الذى فيه الكحالون ثم خبروه أن أبرأنى فله ماشاء والا قتلته فان شاء ان يقدم وان شاء ان يرجع فنظر الى الكحالين وهم مقتولون فقال انى أكحله فكحله فقال كأنى أرى شيئا ثم كحله ثانيا فقال رايت شيئا ثم كحله ثالثا فرجع اليه بصره فقال ماأبرك  بشئ أجل من ان أزوجك ابنتى وتسال حاجتك فأعطاه كل ما احب من المال فمكث عنده مدة ثم تذكر امه فاستأذن الملك فى الانصراف فقال نعم واحمل معك أهلك ومالك  وفى الطريق مر بالرجل الذى على الطريق فقال له اتعرفنى فقال انا الرجل الذى كنت وصفت لك كذا وكذا فنزل وقاسمه كل شئ معه فقال الرجل قد بقى لى شئ فقال وما هو قال أمرأتك فانشدك الله الا ما وفيتنى قال وكيف نصنع قال ننشرها بمنشار قال أفعل فلما وضع المنشار على رأسها قال قف فانى رسول الله اليك حفظك الله حيث حفظت عهده ثم رد عليه ماله .........يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة