قيل لما بلغ سفيان الثورى رضى الله عنه من العمر خمس عشر سنة قال لآمه ياأماه هبينى لله تعالى فقالت ياولدى أنما يهدى للملوك من يصلح لهم وأنت ما فيك شيئا يصلح لله فاستحيا ودخل بيتا فأقام فيه خمس سنين متوجها الى الله تعالى بالعبادة فدخلت عليه أمه بعد ذلك فوجدته مجتهدا فى العبادة وعليه اثار السعادة فقبلت بين عينيه وقالت ياولدى الان وقد وهبتك لله فخرج عنها وغاب عشر سنين فى سياحته متلذذا بعبادته فاشتاق الى أمه فزارها ليلا فلما طرق الباب نادته من وراء الحجاب ياسفيان من وهب لله شيئا فلا يعود فيه وأنا قد وهبتك اليه فلا أراك الا بين يديه .
( قال منصور بن عمار ) رحمه الله تكلمت فى بعض مدائن العراق بكلام يذوب منه الجماد وتنفطر منه الاكباد فلم يجر لاحد فى مجلسى دمعة ولا كأن كلامى طرق سمعه فبينما أنا أحدو نياق القلوب وأسوق الارواح الى حضرة المحبوب اذا أنا بشاب حسن الثياب قد قام فى المجلس وصرخ ثم جلس وزعق فزلزل بصرخته اركان الافكار وخلا فى سره بجمال الغفار فنزلت عن منبرى ثم أمتهلت حتى أفاق من سكر غرامه وصحا من راح هيامه ثم تقدمت اليه وقلت له سيدى الى اين وصلت خيل طربك فقال وصلت خيل طربى الى بلوغ طلبى قلت وبماذا اتصلت قال براحتى بعد تعبى قلت وعلى ماذا حصلت قال على كنز مقصودى ومطلبى قلت فهل مررت على حضرة القرب قال نعم ومنها كان مشربى قلت فهل شاهدت رجال الوقار وخلعت معهم العذار فقال ياابن عمار وهل خلع العذار الا مذهبى قلت فكيف تحيلت حتى الى الدخول وتوصلت قال وقفت بالباب ولزمت أدبى فنظر الساقى الباقى الى فرط اشواقى فرحمنى ولطف بى وفتح لى الباب .......يتبع بأذن الله تعالى