ذكرنا فيما سبق ان الاعتكاف قائم على اربعة اركان وقلنا ان الركن الاول هو النية واليوم نتحدث عن باقى الاركان . ألثانى : ( اللبث ) بقدر ما يسمى عكوفا اى أقامة بحيث يكون زمنها فوق زمن الطمائنينة فى الركوع ونحوه فلا يكفى قدرها ولا يجب السكون بل يكفى التردد فيه .
الركن الثالت ان يكون الاعتكاف فى المسجد ولا يصح فى غيره رواه الشيخان وللاجماع ولقوله تعالى ولا تباشرهون وانتم عاكفون فى المساجد والجامع أولى من بقية المساجد لكثرة الجماعة فيه ولئلا يحتاج الى الخروج للجمعة وخروجا من خلاف من أوجبه بل لو نذر مدة متتابعة فيها يوم جمعة وكان ممن تلزمه الجمعة ولم يشترط الخروج لها وجب الجامع لان خروجه لها يبطل تتابعه ولو عين الناذر فى نذره مسجد مكة او المدينة او الاقصى تعين فلا يقوم غيرها مقامها وذلك لمزيد فضلها قال صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد مسجدى هذا والمسجد الحرام والمسجد الاقصى رواه الشيخان ويقوم مسجد مكة مقام الاخرين لمزيد فضله عليهما ويقوم مسجد المدينة مقام الاقصى لمزيد فضله عليه فلو عين مسجدا غير الثلاثة لم يتعين ولو عين زمن الاعتكاف فى نذره تعين .
والركن الرابع معتكف وشرطه اسلام وعقل وخلو عن حدث اكبر فلا يصح اعتكاف من اتصف بضد شئ منها لعدم صحة نية الكافر ومن لا عقل له وحرمة مكث من به حدث اكبر بالمسجد . ولا يخرج من المسجد وذلك فى الاعتكاف المنذور ولو غير مقيد بمدة ولا تتابع . الا لحاجة الانسان وغيره ولا ينقطع التتابع بخروجه بعذر كنسيان لاعتكافه وان طال زمنه أو عذر من حيض او نفاس ان طالت مدة الاعتكاف بان كانت لا تخلواو مرض لايمكن المقام معه .
يسن للمعتكف الصوم للاتباع وللخروج من خلاف من أوجبه ولا يضر الفطر بل يصح اعتكافه الليل وحده لخبر الصحيحين ان عمر رضى الله تعالى عنه قال يارسول الله انى نذرت ان اعتكف ليلة فى الجاهلية قال أوف بنذرك فأعتكف ليلة . ولخبر أنس ليس على المعتكف صيام الا ان يجعله على نفسه ولو نذر اعتكاف شهر بعينه فبان انه انقضى قبل نذره لم يلزمه شئ لان اعتكاف شهر قد مضى محال وهل الا فضل للمتطوع بالاعتكاف لخروج لعيادة المريض أو دوام الاعتكاف قال الاصحاب هما سواء وقال ابن الصلاح ان الخروج لها مخالف للسنة لان النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن يخرج لذلك وكان أعتكافه تطوعا وقال البلقينى ينبغى ان يكون موضع التسوية فى عيادة الاجانب أما ذوو الرحم والاقارب والاصدقاء والجيران فالظاهر ان الخروج لعيادتهم أفضل لا سيما اذا علم انه يشق عليهم وعبارة القاضى الحسين مصرحة بذلك وهذا هو الظاهر .تم ..............يتبع بأذن الله تعالى
