هو ابو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى رضوان الله عليهم اجمعين ولد بالانبار سنة ثمانين ومات سنة مائة وخمسين وعاش سبعين سنة وكانت ولادته فى عصر الصحابة ونفقه فى زمن التابعين . قال ابو بكر بن ثابت المؤرخ رضى الله عنه . ويقال ان أبا ثابت هو الذى أهدى الفالوذج لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه يوم النور وكان ثابت أبو ابى حنيفة يقول أنا فى بركة دعوة صدرت لى من على رضى الله عنه فى حقى وقال السيد الشريف الحسيب النسيب أبو عبد الله محمد بن على الحسينى أخبرنى أبو العباس بن مسلة قراءة عليه عن أبى البطى حدثنا ابن خيرون أخبرنا الضمرى قال كان ابو حنيفة حسن السمات والوجه والثوب والنعل والمواساة لكل من أطاف به ربعة من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير وكان من احسن الناس منطقا ويحكى انه فى احدى جلساته سقطت فى حجره حية فقام الناس عنه فنفض الحية وهو فى مكانه لم يتغير وعن أبى نعيم انه كان يقول كان ابو حنيفة حسن الوجه والثياب طيب الريح حسن المجلس شديد الكرم حسن المواساة لاخوانه وكان عابد زاهد أعارفا بالله تعالى خائفا منه مريدا وجه الله بعمله وروى عن ابن المبارك انه قال كان أبو حنيفة له مرؤه وكثرة صلاة وروى حماد بن ابى سليمان أنه كان يحي الليل كله وقال على بن يزيد الصدائى رحمه الله رأيت أبا حنيفة ختم القران فى شهر رمضان ستين ختمة ختمة بالليل وختمة بالنهار وقال ابو الجوريه رحمه الله لقد صحبت حماد أبن أبى سليمان وعلقمة بن مرتد ومحارب بن دثار وعون بن عبدالله وصحبت أبا حنيفة فما فى هذا القوم أحسن ليلا من أبى حنيفة لقد صحبته ستة أشهر فما منها ليلة وضع جنبه فيها وروى أنه كان يحي نصف الليل وأشار أليه انسان وهو يمشى وقال لغيره هذا هو الذى يحي الليل كله فلم يزل بعد ذلك يحي الليل كله وقال انا أستحى من الله تعالى أن اوصف بما ليس فى من العبادة .
وقد روى عن بشر بن الوليد قال كان أبو جعفر أمير المؤمنين أرسل الى أبى حنيفة وأراد أن يوليه القضاء فأبى فحلف عليه أبو جعفر لتفعلن فحلف أبو حنيفة لا يفعل فقال الربيع لابى حنيفة الا ترى أمير المؤمنين يحلف فقال أبو حنيفة أمير المؤمنين أقدر منى على كفارة يمينه فأمر به الى السجن فمات فى السجن ودفن فى مقابر الخيزران . وفى موضع أخر ان أبا جعفر المنصور دعا أبا حنيفة وسفيان الثورى وشريكا فدخلوا عليه فقال لسفيان هذا عهدك على قضاء البصرة فالحق بها وقال للشريك هذا عهدك على قضاء الكوفة فأمض اليها وقال لآبى حنيفة هذا عهدك على قضاء مدينتى وما يليها فأمض وقال لحاجبه وجه معهم متوكلا فمن أبى منهم فأضربه مائة سوط فأما الشريك فأنه تقلد القضاء وأما سفيان فانه هرب الى اليمن وأما أبو حنيفة فأنه لم يقبل فضرب مائة سوط وحبس الى ان مات رضى الله عنه ورحمه رحمة واسعة . وروى أنه ذكر أبو حنيفة عند أبن المبارك فقال أتذكرون رجلا عرضت عليه الدنيا بحذافيرها فنفر منها . وروى عن محمد بن شجاع عن بعض أصحابه انه قيل لآبى حنيفة قد أمر لك أبو جعفر أمير المؤمنين بعشرة الاف درهم ولما أتو له بالمال قال ضعوا المال فى هذا الجراب فى زواية البيت ثم أوصى أبو حنيفة بعد ذلك بمتاع بيته فقال لابنه اذا مت ودفنتونى فخذ هذا الجراب وأذهب به الى من أتانى به ( وهو الحسن ابن قحطبة وهو الذى احضر المال من أبو حعفر أمير المؤمنين ) وقل له هذه وديعتك ألتى اودعتها أبا حنيفة فقال ابنه ففعلت ذلك فقال الحسن رحمة الله على أبيك لقد كان شحيحا على دينه .......يستكمل بأذن الله تعالى