كانت حجة أبى بكر الصديق رضى الله عنه بالناس سنة تسع فى ذى القعدة وكان معه ثلاثمائة رجل من المدينة وعشرون بدنة بعثه صلى الله عليه وسلم يؤذن فى الناس يوم النحر أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ثم أردفه صلى الله عليه وسلم بعلى رضى الله عنه وامره أن يؤذن ببراءة فقرأها على الناس حتى ختمها وأنزل الله سبحانه وتعالى " ياأيها الذين أمنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا " صدق الله العظيم فلم يحج فى العام القابل الذى حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع مشرك . ثم بعث صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ الى اليمن قبل حجة الوداع كل واحد منهما على مخلاف أى أقليم واليمن مخلافان ثم قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وقال لمعاذ انك ستأتى قوما أهل كتاب فأذا جئتهم فأدعهم الى أن يشهدوا أن لا أله الا الله وأن محمدا رسول الله فأن هم أطاعوا لك يذلك فأخبرهم ان الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من اغنايائهم وترد على فقرائهم فان هم أطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم اموالهم وأتق دعوة المظلوم فانها ليس بينها وبين الله حجاب وكانت جهة معاذ ألعليا الى صوب عدن وكانت جهة أبى موسى ألسفلى . ثم ارسل خالد بن الوليد قبل حجة الوداع فى ربيع الاول سنة عشر الى بنى عبد المدان قبيلة بنجران فأسلموا . ثم أرسل على بن أبى طالب الى اليمن فى رمضان وعقد له لواء وعممه بيده قال على رضى الله عنه بعثنى النبى صلى الله عليه وسلم الى اليمن فقلت يارسول الله تبعثنى الى قوم أسن منى وأنا حديث السن لا أبصر القضاء فوضع يده فى صدرى وقال أللهم ثبت لسانه وأهد قلبه وقال يا على أذا جلس اليك ألخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الاخر فخرج فى ثلاثمائة فارس ففرق أصحابه فأتوا بنهب وعنائم ونساء وأطفال ونعم وشاءو غير ذلك ثم لقى جمعهم فدعاهم الى الاسلام فأبوا ورموا بالنبل ثم حمل عليهم على رضى الله عنه بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا فتفرقوا وأنهزموا فكف عن طلبهم ثم دعاهم الى الاسلام فأسرعوا وأجابوا ثم قفل فوافى ألنبى صلى الله عليه وسلم بمكة قد قدمها للحج سنة عشر . ثم حج صلى الله عليه وسلم حجة الوادع وتسمى حجة الاسلام وحجة البلاغ فخرج صلى الله عليه وسلم من المدينة يوم السبت لخمس ليال بقين من ذى القعدة وخرج معه تسعون الفا ويقال مائة الف وأربعة وعشر الفا ويقال أكثر من ذلك .......يتبع بأذن الله تعالى
