فى ذكر الحقوق


فى ذكر الحقوق

عن سيد العابدين على بن الحسين رضى الله عنهما قال حق الله الاكبر عليك ان تعبده لا تشرك به شيئا فأذا فعلت ذلك بأخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك امر الدنيا وحق نفسك عليك ان تستعملها بطاعة الله عز وجل وحق اللسان اكرامه عن الخنى وتعويده الخير وترك الفضول التى لا فائدة لها والبر بالناس وحسن القول فيهم وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لايحل سماعه وحق البصر ان تغمضه عما لايحل لك وتعتبر بالنظر به وحق يدك ان لاتبسطها الى ما لايحل لك وحق رجليك عليك ان لا تمشى بهما الى ما لا يحل فيهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتتردى فى النار وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع وحق فرجك ان تحصنه عن الزنا وتحفظه من ان ينظر اليه وحق الصلاة ان تعلم انها مرقاة الى الله عز وجل وانك فيها قائم بين يدى الله عز وجل فاذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير الراهب الراغب الراجى الخائف المسكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليك بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها وحق الحج ان تعلم أنه وفادة الى ربك وفرار اليه من ذنوبك وفيه قبول توبتك وقضاء الفرض الذى اوجبه الله عليك وحق الصوم ان تعلم انه حجاب ضربه الله عز وجل على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار فان تركت الصوم خرقت ستر الله عليك وحق الصدقة أن تعلم انها ذخرك عند ربك عز وجل ووديعتك التى لا تحتاج الى الاشهاد عليها وكنت بما تستودعه سرا أوثق بك منك بما تستودعه علانية وتعلم انها تدفع البلاء والاسقام عنك فى الدنيا وتدفع عنك النار فى الاخرة وحق الهدى أن تريد به الله عز وجل ولا تريد به خلقه ولا تريد به الا التعرض لوجه الله عز وجل ونجاة روحك يوم تلقاه وحق السلطان ان تعلم انك جعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك بما جعله الله عز وجل له عليك من السلطان وان عليك ان لا تتعرض لسخطه فتلقى بيدك الى التهلكة وتكون شريكا فيما ياتى اليك من سؤ وحق استاذك فى العلم التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع اليه والاقبال عليه وأن لا ترفع عليه صوتك وان تدفع عنه اذا ذكر عنك بسؤ وان تظهر مناقبه ولا تعادى له وليا فأذا فعلت ذلك شهد لك الملائكة لله بانك قصدته وتعلمت علمه لله جل أسمه ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق وحق ذو المعروف اليك ان تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وان تخلص له الدعاء فيما بينك وبين ربك عز وجل .


المشاركات الشائعة