ذكرنا فيما سبق عن انه لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الجمعة وقال يوم صلة ونكاح وان بعض العلماء قالوا ان سبع من الانكحة حدثت فى يوم الجمعة مع سبع من الانبياء والاولياء فسنختص بالذكر الخامس والسادس والسابع ونبدأ ( الخامس ) نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة رضى الله عنها رأت خديجة رضى الله عنها فى منامها ان الشمس نزلت من السماء ودخلت فى بيتها ثم خرج نورها فلم يبق فى مكة بيت الا تنور به فلما أنتبهت روتقث قصة رؤياها على عمها ورقة بن نوفل وكان معبرا للرؤيا فقال ان نبى اخر الزمان يكون زوجك فقالت ياعمى هذا النبى من اى بلد يكون قال من مكة قالت من أى قبيلة قال من قريش قالت من أى بطن قال من بنى هاشم قالت ما أسمه قال محمد صلى الله عليه وسلم وكانت خديجة رضى الله عنها تنظر من اى جانب تطلع عليها هذه الشمس فيوما من الايام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيت عمه أبى طالب ياكل الطعام وكان عمه أبو طالب وعمته عاتكة ينظران الى أدبه وحسن سيرته ويقولان ان محمد قد شب وليس لنا ما نزوجه به فلا نعرف كيف المصلحة فى أمره ثم قالت عاتكة ياأخى ان خديجة كل من تعلق بها يبارك الله له فى معاشه وانها تريد ان ترسل عيرا الى الشام فنؤجرها محمدا كى نصلح له شياتز وجه به . ( نكتة ) كأن الله تعالى يقول ان عاتكة وابا طالب يهيأن له اسبابا ولم يعرفا بأننا نهئ له اسباب النبوة ( نظيره ) أن زليخا وعزيز مصر هيئا ليوسف عليه السلام أسباب العبودية والخدمة ولم يعرفا بأن الله سبحانه وتعالى هيأ له اسباب الملك والنبوة و ( نظيره ) ان بنت شعيب وأباها عليه السلام هيا لموسى عليه السلام اسباب الرعاة والاجير ولم يعرفا بأن الله تعالى هيأ له أسباب الكليم والسفير . ( رجعنا الى القصة ) فشاورا محمد صلى الله عليه وسلم فى هذا الامر فقبله صلى الله عليه وسلم فذهبت عاتكة الى خديجة وأخبرتها بأ جارة محمد صلى الله عليه وسلم فلما سمعت هذا القول تفكرت فى نفسها وقالت هذا تأويل رؤياى لان عمى ورقة بن نوفل قال انه يكون من العرب وهذا عربى مكى قريشى هاشمى واسمه محمد وهو حسن الخلق وعظيم الخلق فليس هو الا خاتم الخلق فهمت بأن تزوج نفسها به فى تلك الحالة ولكنها خافت أى من التهمة وقالت استأجرت الان وأصبر حتى يفتح بيننا ربنا ( ونظيره ) ان سفوراء بنت شعيب لما رات موسى عليه السلام رغبت وأحبت أن يكون هو زوجها ولكنها استحيت من ابيها بان تقول زوجنى ولكن قالت يا أبت أستاجره ان خير من استأجرت القوى الامين ( ونظيره ) كان الله تعالى يقول عبدى ليس لى حاجة الى طاعتك وخدمتك ولكن أمرتك بالطاعة والعبادة وحملت عليك البلاء والمشقة لعظم تهمة الكفار وطعنهم حتى اذا وضعت رأسك على الارض وسجدت وقلت سبحان ربى الاعلى أجبتك واقول لك لبيك عبدى عبدى وسعتك رحمتى وأطعمتك طعام محبتى وأسقيتك شراب شوقى ارفع رأسك فمرادى الوصال لا الاعمال