الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله وصحبه اجمعين ( عن ) ابى حمزة ( انس بن مالك ) خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه رواه البخارى ومسلم ) وفقنا الله واياكم لطاعته . ان هذا الحديث قاعدة من قواعد الاسلام الموصى به فى قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ولا شك ان النفس الشريفة تحب الانسان وتجتنب الاذى فاذا فعل ذلك حصلت الالفة وانتظم حال المعاش والمعاد ومشت احوال العباد . قوله ( لايؤمن احدكم ) أى الايمان الكامل ( حتى يحب لآخيه ) أى فى الايمان من غير أن يخص بمحبته أحدا دون أحدا لقوله تعالى ( أنما المؤمنون أخوة ) ولآنه مفرد مضاف فيعم قال ابن العماد رحمه الله ألاولى أن يحمل على عموم الاخوة حتى يشمل الكافر والمسلم فيحب للكافر ما يحبه لنفسه من دخوله فى الاسلام كما يحب لاخيه المسلم الدوام على الاسلام ولهذا كان الدعاء له بالهداية مستحبا . قوله ( ما يحب لنفسه ) أى مثل ما يحب لنفسه والمراد ما يحب من الخير والمنفعة اذ الشخص لا يحب لنفسه الا الخير وفى رواية النسائى حتة يحب لاخيه من الخير ما يحب لنفسه أى ويبغض له مثل ما يبغض لنفسه ولفظه عند مسلم والذى نفسى بيده لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه أو قال لجاره ما يحب لنفسه . واعلم ان الخير اسم جامع للطاعات والمباحات دنيوية واخروية وقد جاء فى حديث انظر أحب ما تحب أن تاتيه الناس اليك فأته اليهم وفى كلام بعضهم ارض للناس ما لنفسك ترضى .....يتبع
