سورة الفاتحه
مكيه سبع ايات بلبسمله
وتسمى أم القران لانها مفتحه ومبدؤة فكأنها اصله ومنشاه ولذلك تسمى اساسا او لانها تشتمل على مافيه من الثناء على ألله سبحانه وتعالى والتعبد بامره ونهيه وبيان وعدة ووعيدة وتسمى سورة السؤال والصلاة لخبر قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين نصفها لى ونصفها لعبدى ولعبدى ما سأل يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدنى عبدى يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله اثنى على عبدى يقول العبد مالك يوم الدين يقول الله مجدنى عبدى يقول العبد أياك نعبد وأياك نستعين يقول الله عز و جل هذه ألايه بينى وبين عبدى ولعبدى ما سال يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين يقول الله فهؤلاء لعبدى ولعبدى ما سال .
بسم الله الرحمن الرحيم
من الفاتحه ومن كل سورة وعليه قراء مكه والكوفه وفقهاؤها وابن المبارك رحمه الله تعالى والشافعى وخالفهم قراء المدينه والبصرة والشام وفقهاؤها ومالك والاوزاعى ولم ينص ابو حنيفه رحمه الله تعالى فيه بشئ فظن انها ليست من السورة عنده والاحماع على ان مابيين الدفتين كلام الله سبحانه وتعالى والوفاق على اثباتها فى المصاحف مع المبالغه فى تجريد القرأن حتى لم تكتب امين وحينئذ فالبسمله من القران أه مصححه والباء متعلقه بمحذوف تقديره بسم الله اقرا وكذلك يضمر كل فاعل ما يجعل التسميه مبدأ له وقيل البأ المصاحبه والمعنى متبركا باسم الله تعالى والاسم ان اريد به اللفظ فغير المسمى وان اريد به ذات الشئ فهو المسمى لكنه لم يشتهر بهذا المعنى وقوله تعالى تيارك اسم ربك وسبح اسم ربك المراد به اللفظ لانه كما يجب تنزيه ذاته سبحانه وتعالى وصفاته عن النقائض يجب تنزيه الالفاظ الموضوعه لها عن الرفئ وسؤ الادب والرفئ العيب اه مصححه وقوله تعالى (بسم الله) أى الملك الاعظم الذى لانعبد ألا أياه والاله فى اصله لكل معبود ثم غالب على المعبود بلحق وقيل اصله لاه مصدر لاه يليه ليها ولاها اذا احتجب وارتفع لانه سبحانه وتعالى محجوب عن ادراك الابصار ومرتفع عن كل شئ مما لايليق به وقيل علم لذاته المخصوصه لانه يوصف ولا يوصف به ولانه لابد له من اسم تجرى عليه صفاته ولا يصلح له مما يطلق عليه سواه و(الرحمن الرحيم) اسمان بنيا للمبالغه من رحم كالعليم من علم والرحمه فى اللغه رقة القلب وانعطاف يقتضى التفضا والاحسان ومنه الرحم لانعطافها على ما فيها واسما الله تعالى تؤخذ باعتبار الغايات التى هى افعال دون المبادئ التى تكون انفعالات فمعناه المنعم الحقبقى البالغ فى الرحمه غايتها وذلك لايصدق على غيرة لان من عداه فهو مستفيض بلطفه وانعامه يريد به جزيل بل ثواب او جميل ثنا فالنعم وايجادها والقدرة على ايصالها للعبد والتمكن من الانتفاع بها لايقدر عليه سواه وانما خص التسميه بهذة الاسماء ليعلم العارف ان المستحق لان يستعان به فى مجامع الامور هو المعبود الحقيقى الذى هو مولى النعم كلها عاجلها او اجلها جليلها وحقيرها فيتوجه بشراشره الى جناب القدس ويتمسك بحبل التوفيق ويشغل سره بذكره والاستمداد به عن غيره (الحمد لله) الحمد هو الثناء على الجميل الاختيارى من نعمه او غيرها غيرها والمدح هو الثنأ على الجميل مطلقا نقول حمدت زيدا على علمه وكرمه ولا نقول حمدته على حسنه بل مدحته وقيل هما اخوان والشكر مقابلة النعمه قولا وعملا واعتقادا واعلم ان الحمد راس الشكر والذم نقيض الحمد والكفران نقيض الشكر (رب العالمين) الرب فى الاصل بمعنى التربيه وهى تبليغ الشئ الى كماله شيئا فشيئا ثم سمى به المالك لانه يحفظ ما يملكه ويربيه ولا يطلق على غيرة تعالى ألا مقيدا كقوله ارجع الى ربك والعالم اسم لما يعلم به الصانع وهو كل ما سواه من الجواهر والاعراض فانها لامكانها وافتقارها الى مؤثر واجب لذاته تدل على وجوده وانما جمعه ليشمل ما تحته من الاحناس المختلفه وغلب العقلاء منهم فجمعه بلياء والنون كسائر اوصافهم واعلم ان الممكنات كما هى مفتقرة الى الحدث حال حدوثها فهى مفتقرة الى المبقى حال بقائها (الرحمن الرحيم) اى ذى الرحمه وهى ارادة الخير لاهله (مالك يوم الدين) أى الجزاء وهو يوم القيامه وخص بلذكر لانه لا ملك ظاهر فيه لاحد الا الله ومن قرأ مالك فمعناه مالك الامر كله يوم القيامه أو هو موصوف بذلك دائما كغافر الذنب (اياك نعبد وأياك نستعين ) .......يتبع