(بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم * ألم )
قيل هى أسماء السور وعليه اطباق الاكثر وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال الالف الاء الله واللام لطفه والميم ملكه وعنه ان ألم معناه ان الله انا الله أعلم وعنه ان الالف من الله واللام من جبريل والميم من محمد أى القران منزل من الله بلسان جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام او الى مدد اقوام واجال بحساب الجمل كما قاله ابو العاليه وقيل انه سرا استأثر ألله بعلمه ( ذلك الكتاب ) المراد به الكتاب الموعود انزاله ( لاريب فيه) معناه انه لوضوحه وسطوع برهانه بحيث لايرتاب العاقل بعد النظر الصحيح فى كونه وحيا بالغا حد الاعجاز وقيل معناه لاريب فيه للمتقين والريبه هى قلق النفس واضطرابها سمى به الشك لانه يقلق النفس فيزيل الطمأنينه وفى الحديث دع ما يريبك الى ما لا يريبك فان الشك ريبه والصدق ظمانينه ( هدى للمتقين ) يهديهم الى الحق والهدى فى الاصل مصدر ومعناه الدلاله وقيل الدلاله الموصله الى المقصود لانه جعل المقابل الضلاله فى قوله تعالى انك لعلى هدى او فى ضلال مبين ولانه لايقال مهدى الا لمن اهتدى الى المطلوب واختصاصه بالمتقين لانهم المهتدون به وان كانت دلالته عامه لكل ناظر من مسام أو كافر وبهذا الاعتبار قال تعالى هدى للناس او لانه لاينفع بلتامل فيه الا من صقل عقله واستعمله فى تدبر الايات والدلائل والنظر فى المعجزات لانه كلغذا الصالح لحفظ الصحه فانه لايجلب نفعا ما لم تكن الصحه حاصاه وعلى هذا قوله تعالى وننزل من القران ما هو شفاء ورحمه للمؤمنين ولايزيد الظالمين الاخسارا والمتقى اسم فاعل من قولهم وقاه والوقايه فرط الصيانه وهو فى عرف الشرع اسم لم يقى نفسه مما يضره فى الاخرة وله ثلاث مراتب الاولى التوقى من العذاب المخلد بلتبرى من الشرك والثانيه التجنب عن كل ما يؤثم من فعل او ترك حتى الصغائر عند قوم وهو المتعارف باسم التقوى فى الشرع والمعنى بقوله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا والقوا والثانيه ان يتنزه عما يشغل سره عن الحق وهو التقى الحقيقى بقوله اتقو الله حق تقاته وقد فسر قوله هدى للمتقين ههنا على الاوجه الثلاثه وتخصيص الهدى للمتقين باعتبار الغايه وتسمية المشارف للتقوى متقيا ايجازا وتفيخما لشانه ( الذين يؤمنون بلغيب ) الايمان فى اللغه عبارة عن التصديق ماخوذ من الامن كان المصدق أمن المصدق من التكذيب والمخالفه وقد يطلق بمعنى الوثوق من حبث ان الواثق بلشئ صار ذا امن منه وكلا الوجهين حسن فى يؤمنون بلغيب والما فى الشرع فالتصديق بما علم بلضرورة انه من دين محمد صلى الله عليه ويلم كالتوحيد والنبوة والبعث والجزاء اومجموع ثلاثة اموراعتقاد الحق والاقرار به والعمل بمقتضاه عند جمهور المحدثين فمن اخل بلاعتقاد وحده فهو منافق ومن اخل بالاقرار فكافر ومن اخل بلعمل ففاسق ثم اختلف فى ان مجرد التصديق بلقلب هل هو كاف لانه المقصود ام لابد من اقتران الاقرار به للمتمكم منه ولعل الحق هو الثانى لانه تعالى ذم المعاند اكثر منذم الجاهل المقصر ومعنى يؤمنون بلغيب انهم يؤمنون غائبين عنكم لا كالمنافقين الذين لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وأذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن وقيل المراد بلغيب القلب لانه مستور والمعنى يؤمنون بقلوبهم لا كمن يقولون بافواههم ما ليس فى قلوبهم واعلم ان اصل الاعمال واساس الحسنات من الايمان والصلاة والصدقه فانها أمهات الاعمال النفسانيه والعبادات البدنيه والماليه المستنبعه لسائر الطاعات والتجنب عن المعاصى غالبا الا ترى الى قوله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وقوله عليه الصلاة والسلام الصلاة عماد الدين والزكاة قنطرة الاسلام . ( ويقيمون الصلاة ) اى يعدولون اركانها ويحفظونها من ان يقع زيف فى افعالها ( ومما رزقناهم ينفقون ) الظاهر من انفاق ما رزقهم الله صرف المال فى سبيل الخير من الفرض والنفل ومن فسره بلذكاة ذكر أفضل انواعه والاصل فيه ( والذين يؤمنون بما انزل اليك وما أنزل من قبلك ) هم مؤمنوا اهل الكتاب كعبد الله ابن سلام رضى الله تعالى عنه واضرابه داخلون معهم فى جملة المتقين والانزال نقل الشئ من الاعلى الى الاسفل وهو انما يلحق المعانى بتوسط لحوقه الذوات الحامله لها ولعل نزول الكتب الالهيه على الرسل بان يتلقفه الملك من الله تعالى تلقفا رووحانيا او يحفظه او يحفظه من اللوح المحفوظ فينزل به فيبلغه الى الرسول والمراد بما انزل اليك القران بأسره والشريعه عن اخرها وبما انزل من قبلك التوراة والانجيل وسائر الكتب السابقة الايمان بهما جملة فرض عين ( وبلاخرة هم يوقنون ) اليقين القان العلم بنفى الشك والشبهه عنه بلاستدلال ( اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ) المفلح الفائز بلمطلوب كانه الذى انفتحت له وجوه الظفر وقد تشبث به الوعيديه فى خلود الفساقمن اهل القبله فى العذاب وورد بأن المراد بلمفلحين الكاملون الفلاح ويلزمه عدم كمال الفلاح لمن ليس على صفتهم لا عدم الفلاح له رأسا. (ان الذين كفروا) ......يتبع