(ولهم عذاب عظيم )
وعيد والعظيم نقيض الحقير والكبير نقيض الصغير ( ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر ) لما افتتح الله سبحانه وتعالى بشرح حال الكتاب وساق لبيانه ذكر المؤمنين الذين اخلصوا دينهم لله تعالى وواطأت فيه قلوبهم السنتهم وثنى باضدادهم الذين محضوا الكفر ظاهرا وباطنا ثلث بلقسم الثالث المذبذب اى المنافق بين القسمين وهم الذين امنوا بأفواههم ولم تؤمن القلوب وهم اخبث الكفرة وابغضهم الى ألله لانهم موهوا الكفر وخلطوا به خداعا واستهزاء ولذلك طول فى بيان خبثهم وجهلهم وانزل فيهم ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار والمراد بليوم الاخر من وقت الحشر الى ما لا ينتهى او الى ان يدخل الجنه اهل الجنه والنار اهل النار لانه اخر الاوقات المحدودة ( وماهم مؤمنين ) انكار ماادعوه ونفى ما انتحلوا اثباته والايه تدل على ان من ادعى الايمان وخالف قلبه لسانه بلاعتقاد لم يكن مؤمنا لان من تفوه بلشهادتين فارغ القلب عما يوافقه او ينافيه لم يكن مؤمنا (أيخادعون الله والذين امنوا) الخدع ان توهم غيرك خلاف ما تخفيه من المكروه لتنزله عما هو فيه وعما هو بصدده وخداعهم مع الله ليس على ظاهره لانه لا يخفى على الله خافيه واما ان صورة صنيعهم مع الله تعالى من اظهار الايمان واستبطان الكفر وصنع الله معهم من اجرء أحكام المسلمين عليهم وهم عنده أخبث الكفار واهل الدرك الاسفل من النار استدراجا لهم وامتثال ارسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين امر الله فى اخفاء حالهم واجراء حكم الاسلام عليهم مجازاة لهم بمثل صنيعهم صورة صنيع المخادعين وكان غرضهم فى ذلك ان يدفعوا عن انفسهم ما يطرق به من سواهم من الكفرة وان يفعل ما يفعل بلمؤمنين من الاكرام والاعطاء وان يختلطوا بلمسلمين فيطلعوا على اسرارهم ويذيعوها على منابذيهم الى غير ذلك من الاغراض والمقاصد ( وما يخادعون ألا انفسهم ) والمعنى ان دائرة الخداع راجعه اليهم وضررها يحيق بهم او انهم فى ذلك خدعوا انفسهم لما غروها بذلك وخدعتهم انفسهم حسث حدثتهم بالامانى الفارغه وحملتهم على مخادعة من لايخفى عليه خافيه والمراد بالانفس ههنا ذواتهم ويحتمل حملها على ارواحهم وارائهم .( وما يشعرون )لايحسون بذلك لتمادى غفلتهم ومشاعر الانسان حواسه كالسمع والبصر الخ ( فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا )........يتبع