( أن ألله على شئ قدير ) قيل قدرة ألانسان هيئة بها يتمكن من الفعل وقدرة ألله تعالى عبارة عن نفى العجز والقادر هو ألذى أن شائ فعل وأن لم يشأ لم يفعل والقدير الفعال لما يشاء ولذلك قلما يوصف به غير البارى تعالى وأشتقاق القدره من القدر لان ألقادر يوقع الفعل على مقدار قوته أو على مقدار ما تقتضيه مشيئته قال البيضاوى والظاهر ان التمثلين من جملة التمثيلات المؤلفه وهوان يشبه كيفيه منتزعه من مجموع تضامت اجزاؤه وتلاصقت حتى صار شيئا واحدا بأخرى مثلها كقوله تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها .ألايه فأنه تشبيه حال اليهود فى جهلهم بما معهم من التوراة بحال الحمار فى جهله بما يحمل من أسفار الحكمه والغرض منهما تمثيل حال المنافقين من الحيره والشدة بما يكابده بحال من أنطفأت ناره بعد أيقادها فى ظلمه أو بحال من أخذته السماء فى ليله مظلمه مع رعد قاصف وبرق خاطف وخوف من الصواعق ويمكن جعلها من قبيل التمثيل المفرد وهو أن تأخذ أشياء فرادى تشبهها بأمثالها كقوله تعالى وما يستوعى ألاعمى والبصير ولا ألظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور بأن يشبه فى الاول ذوات المنافقين بالمستوقدين وأظهارهم ألايمان بأستيقاد ألنار وما أنتفعوا به من حقن الدماء وسلامة الاموال والاولاد وغير ذلك بأضاءة النار ما حول المستوقدين وزوال ذلك عنهم على القرب يأهلاكهم وبافشاء حالهم وابقائهم فى الخسار الدائم والعذاب السرمد باطفاء نارهم والذهاب بنورهم وفى الثانى أنفسهم بأصحاب الصيب وأيمانهم المخالط بلكفر والخداع بصيب فيه ظلمات ورعد وبرق من حيث أنه وان كان نافعا فى نفسه لكنه لما وجد فى هذه الصورة عاد نفعه ضررا ونفاقهم حذرا من نكايات المؤمنين وما يطرقون به من سواهم من الكفرة يجعل الاصابع فى الاذان من الصواعق حذر الموت من حيث أنه لايرد من قدرة ألله شيئا ولا يخلص مما يريد بهم من المضار وتحيرهم لشدة الامر وجهلهم بما يأتون ويذرون بأنهم كلما صادفوا من البرق خفقه انتهزوها فرصة مع خوف ان يخطف أبصارهم فخطوا خطا يسيروة ثم أذا خفى وفتر لمعانه بقوا متقيدين لا حراك بهم وقيل شبه الايمان وألقأن وسائر ما أوتى ألانسان من المعارف التى هى سبب الحياه الابديه بلصيب الذى به حياة الارض وما أرتكبت بها من شبه الطائفه المبطله واعترضت دونها من الاعتراضات المشكله بلظلمات وشبه ما فيها من الوعد والوعيد بلرعد وما فيها من الايات الباهره بلبرق وتصامهم عما يسمعون من الوعيد بحال من يهوله الرعد فيخاف صواءته فيسد اذنه عنها مع انه لاخلاص لهم منها وهو معنى قوله قوله تعالى وألله محيط بلكافرين واهتزازهم لما يلمع لهم من رشد يدركونه أو رفد يطمح اليه أبصارهم بمشيهم فى مطرح ضؤ البرق كلما أضاء لهم وتحيرهم وتوقفهم فى الامر حين تعرض لهم شبهة أو تعن لهم مصيبه بتوقفهم أذا أظلم عليهم ونبهه بقوله تعالى ولو شأ ألله لذهب بسمعهم وأبصارهم على أنه تعالى جعل لهم السمع والابصار ليتوسلوا بها الى الهدى والفلاح ثم أنهم صرفوها الى الحظوظ العاجله وسدوها عن الفوائد ألاجله ولو شاء ألله لجعلهم بالحاله التى يجعلونها فأنه على ما يشاء قدير ( ياأيها الناس أعبدوا ربكم ) يا حرف وضع لنداء البعيد وقد ينادى به القريب تنزيلا له منزلة البعيد اما لعظمته كقول الداعى يارب وياألله وهو أقرب أليه من حبل ألوريد والمراد بالناس عموم الموجودين وقت النزول ومن سيوجد وفيه التنشيط وألاهتمام بأمر العباده وتفخيما لشأنها وجبرا لكلفة العباده بلذة المخاطبه والمطلوب من الكفار الشروع فى العبادة بعد ألاتيان بما يجب تقديمه من المعرفه والاقرار بالصانع غان من لوازم وجوب الشئ وجوب ما لايتم ألا به وكما أن الحدث لايمنع وجوب الصلاة فالكفر لايمنع وجوب العباده بل يجب رفعه ةالاشتغال بها عقيبه ومن المؤمنين أزديادهم وثباتهم عليها وانما قال ربكم تنبيها على أن الموجب للعباده هى الريبه ( الذى خلقكم وألذين من قبلكم ) متناول كل ما يتقدم ألانسان والجمله أخرجت مخرج المقرر عندهم اما لاعترافهم به كما قال ولئن سالتهم من خلقهم ليقولن ألله ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن ألله أو لتمكنهم من ألعلم به بأدنى نظر ( ولعلكم تتقون ) .......يتبع