تابع سورة ألبقره ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا ألذى رزقنا من قبل )

أى من قبل هذا فى ألدنيا جعل ثمر الجنه من جنس الدنيا لتميل ألنفس أليه أول ما رأت فأن الطباع مائله ألى ألمالوف منفرة عن غيره وتبين لها مزينة وكنة النعمه فيه لان طعامها متشابه فى الصوره كما حكى عن ألحسن رضى ألله عنه أن أحدهم يؤتى بلصحفه فيأكل منها ثم يؤتى بأخرى فيراها مثل ألاولى فيقول ذلك فيقول ألملك كل فاللون واحد والطعم مختلف ( وأتوا به متشابها ) أى الرزق فأن قيل ألتشابه هو ألتماثل فى ألصفه وهو مفقود بين ثمرات ألدنيا وألاخره كما قال أبن عباس رضى ألله تعالى عنهما ليس فى ألجنه من أطعمة ألدنيا ألا ألاسماء قلت ألتشابه بينهما حاصل فى ألصوره ألتى هى مناط ألاسم دون ألمقدار وألطعم وهو كاف فى أطلاق ألتشابه ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) مما يستقذر من ألنساء ويذم من أحوالهن كالحيض وألدرن أى ألوساخه ودنس ألطبع وسؤ ألخلق فأن ألتطهير يستعمل فى ألاجسام وألاخلاق وألافعال ( وهم فيها خالدون ) دائمون ( أن ألله لايستحى أن يضرب مثلا ما بعوضه ) وألمعنى أن ألله لايستحى أى لايترك ضرب ألمثل بلبعوضه لحقارتها وألحياء أنقباض ألنفس عن ألقبيح مخافة ألذم وأذا وصف به ألبارى تعالى فالمراد به ألترك كما جاء فى ألحديث ان ألله يستحى من ذى ألشيبه ألمسلم أن يعذبه أن ألله حى كريم يستحى من ذى ألشيبه ألمسلم أن يعذبه أن ألله حى كريم يستحى أذا رفع ألعبد يديه أن يردهما صفرا حتى يضع فيهما خيرا فالمراد به ألترك أللازم للانقباض كما أن ألمراد من رحمته وغضبه أصابة ألمعروف وألمكروه أللازمين لمعنييهما وأعلم أن ألتمثيل أذا يصار أليه لكشف ألمعنى الممثل له ورفع ألحجاب عنه ولذلك شاعت ألامثال فى ألكتب ألالهيه وفشت فى عبارات ألبلغاء فيمثل ألحقير بالحقير كما يمثل ألعظيم بالعظيم وأن كان ألممثل أعظم من كل عظيم كما مثل فى ألانجيل غل ألصدر بالنخاله وبالقلوب القاسيه بالحصاة ومخاطبة السفهاء باثارة الزنابير وجاء فى كلام ألعرب أسمع من قراد وطيش من فراشه وهى ما تطير حول الشمعه لا ما قالت ألجهله من ألكغار لما مثل ألله حال ألمنافقين بحال ألمستوقدين وأصحاب ألصيب وعبادة ألاصنام فى ألوهن والضعف ببيت ألعنكبوت وجعلها أقل من ألذباب وأخس قدرا منه ألله أعلى وأجل من أن يضرب ألامثال ويذكر ألذباب وألعنكبوت ( فما فوقها ) وألمعنى أنه لايستحى ضرب ألمثل بلبعوض فضلا عما هو أكبر منه او فى ألمعنى ألذى ألذى جعلت فيه مثلا وهو ألصغر وأحقاره كجناحها فأنه عليه ألصلاة والسلام ضربه مثلا للدنيا ونظيره فى ألاحتمالين ما روى أن رجلا بمنى خر على طنب اى حبل فسطاط فقالت عائشه رضى ألله عنها سمعت رسول ألله صلى ألله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك شوكه فما فوقها ألا كتبت له بها درجه ومحيت عنه بها خطيئه يحتمل ما يجاوز ألشوكه فى ألالم كالحرور وما زاد عليها  فى ألقله كنخبة النمله لقوله عليه ألصلاة والسلام ماأصاب ألمؤمن من مكروه فهو كفارة لخطاياه حتى نخبة ألنمله ( فأما ألذين أمنوا فيعلمون أنه ألحق من ربهم ) .........يتبع  

المشاركات الشائعة