بالمنع عن الايمان وألاستهزاء بالحق وقطع ألوصل ألتى بها نظام ألعالم وصلاحه ( أولئك هم ألخاسرون ) ألذين خسروا بأهمال ألعقل عن ألنظر وأقتباس ما يفيدهم للحياه ألابديه وأستبدال ألانكار والطعن فى ألايات بالايمان بها وألنظر فى حقائقها وألاقباس من انوارها وأشتراء النقض بالوفاء وألفساد بالصلاح والعقاب بالثواب ( كيف تكفرون بالله ) استخبار فيه أنكار وتعجيب لكفرهم والخطاب مع ألذين كفروا لما وصفهم بالكفر وسؤ ألمقال وخبث الفعال خاطبهم على طريق ألالتفات ووبخهم على كفرهم وألمعنى أخبرونى على أى حال تكفرون ( وكنتم أمواتا ) اى اجساما لاحياة لها عناصر وأغذيه وأخلاطا ونطفا ومضغا مخلقه وغير مخلقه ( فأحياكم ) بخلق ألارواح ونفخها فيكم ( ثم يميتكم ) عندما تقضى أجالكم " ثم يحيكم " بالنشور يوم نفخ ألصور أو للسؤال فى ألقبور " ثم اليه ترجعون " بعد ألحشر فيجازيكم بأعمالكم أو تنشرون أليه من قبوركم للحساب فما أعجب كفركم مع علمكم بحالتكم هذه ( هو ألذى خلق لكم ما فى ألارض جميعا ) بيان نعمة أخرى وهذه خاق ما يتوقف عليه بقاؤهم ويتم به معاشهم ومعنى لكم لآجلكم وانتفاعكم فى دنياكم بأستنفاعكم بها فى مصالح أبدانكم ( ثم أستوى ألى السماء ) قصد أليها بارادته وقيل استوى أى استولى وملك (فسواهن ) عدلهن وخلقهن مصونه من العوج وألفطور أى ألانشقاق ( سبع سموات ) فان قيل أن أصحاب ألارصاد اى الفلكيين أثبتوا تسعة أفلاك قلت فيما ذكروه مشكوك وأن صح فليس فى ألايه نفى ألزائد مع انه أن ضم أليها ألعرش وألكرسى لم يبق خلاف ( وهو بكل شئ عليم ) فيه تعليل كانه قال ولكونه عالما بكنة ألاشياء كلها خلق ما خلق على هذا ألنمط ألاكمل والوجه ألانفع وأستدلال بان من كان فعله على هذا ألنسق ألعجيب وألترتيب ألانيق ألحسن كان عليما فان اتقان الافعال واحكامها وتخصيصها بالوجه ألاحسن ألانفع لايتصور ألا من عالم حكيم رحيم وأعلم أن صحة ألحشر مبنيه على ثلاث مقدمات وقد برهن عليها فى هاتين ألايتين اما ألاولى فهو ان مواد ألابد ان قابله للجمع وألحياه وأشار ألى ألبرهان عليها بقوله وكنتم امواتا فاحيكم ثم يميتكم فأن تعاقب ألافتراق والاجتماع وألموت وألحياه عليها يدل على أنها قابله لها بذاتها وما بلذات يأبى أن يزول ويتغير وأما ألثانيه وألثالثه فانه عالم بها وبمواقعها قادر على جمعها وأحيائها وأشار أى وجه أثباتهما بانه تعالى قادر على ابدائهم وابداء ما هو أعظم خلقا واعجب صنعا فكان أقدر على أعادتهم وأحيائهم وأنه تعالى خلق ما خلق خلقا مستويا محكما من غير تفاوت وأختلال مراعى فيه مصالحهم وسد حاجاتهم وذلك دليل على تناهى علمه وكمال حكمته جلت قدرته ودقت حكمته ( وأذ قال ربك للملائكه أنى جاعل فى ألارض خليفة ) ...... يتبع