تابع سورة البقرة ( وأذ قال ربك للملائكه أنى جاعل فى ألارض خليفة )

تعداد لنعمه ثالثه تعم الناس كلهم فأن خلق أدم وأكرامه وتفضيله على ملائكته بان امرهم بالسجود العام يعم ذريته وأختلف ألعقلاء فى حقيقتهم بعد اتفاقهم على أنها ذوات موجوده قائمه بانفسها فذهب أكثر ألمسلمين ألى أنها أجسام لطيفه قادرة على ألتشكل باشكال مختلفه مستدلين يأن ألرسل كانوا يرونهم كذلك وقوله خليفه والمراد به أدم عليه ألصلاة وألسلام لانه كان خليفة ألله فى أرضه وكذلك كل بنى أدم أستخلفهم ألله فى عمارة ألارض وسياسة ألناس وفائدة قوله هذا للملائكه تعليم ألمشاورة وتعظيم شأن المجعول بان بشر بوجوده فكان ملكوته ولقبه بالخليفه قبل خلقه وأظهار فضله ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك ألدماء ) تعجب من أن يستخلف لعمارة ألارض وأصلاحها من يفسد فيها أو يستخلف مكان أهل ألطاعه أهل ألمعصيه وأستكشاف عما خفى عليهم وأستخبار عما يرشدهم ويزيح شبهتهم كسؤال المتعلم لمعلمه عما يختلج فى صدره وليس باعتراض على ألله تعالى ولا طعن فى بنى ادم على وجه ألغيبه فأنهم أعلى من أن يظن بهم ذلك لقوله تعالى بل عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون وأنما عرفوا ذلك باخبار من ألله تعالى أو تلق من أللوح أو أستنباط مما ركز فى عقولهم أن ألعصمه من خواصهم ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) أتستخلف عصاه ونحن معصمون أحقاء بذلك وألمقصود منه الاستفسار عما رجحهم لا ألعجب وألتفاخر وكأنهم علموا أن ألمجعول خليفه ذو ثلاث قوى عليها مدار امره شهويه وغضبيه تؤديان به ألى ألفساد وسفك ألدماء وعقليه تدعوه ألى ألمعرفه والطاعه ونظروا أليها مفردة وقالوا ما ألحكمه فى أستخلافه وغفلوا عن فضيلة كل واحده من ألقوتين أذا صارت مهذبه مطواعه للعقل متمرنه على ألخير كالعفه والشجاعه ومجاهدة ألهوى والانصاف وألتسبيح تبعيد الله تعالى عن ألسؤ وألنقصان وكذلك التقديس وبحمدك فى موضع ألحال اى ملتبسين بحمدك على ما الهمتنا معرفتك ووفقتنا لتسبيحك ونقدس لك نطهر نفوسنا عن ألذنوب لاجلك ( قال أنى اعلم ما لا تعلمون ) من ألمصلحه فى أستخلاف أدم  وأن ذريته فيهم ألمطيع وألعاصى فيظهر ألعدل بينهم ( وعلم أدم الاسماء كلها ) اما بخلق علم ضرورى بها فيه أو القاء فى روعه اى قلبه والتعليم فعل يترتب عليه العلم غالبا وادم اسم اعجمى بمعنى ألاسوة او من أديم الارض لما روى عنه عليه ألصلاة والسلام أنه تعالى قبض قبضة من جميع ألارض سهلها وجزئها أى وعرها فخلق منها أدم فلذلك يأتى بنوه اخيافا أى مختلفين وامعنى أنه تعالى خلقه من أجزاء مختلفه وقوى متباينه مستعدا لادراك أنواع ألمدركات من ألمعقولات والمحسوسات والمتخيلات والموهومات وألهمه معرفة ذوات الاشياء وخواصها وأسمائها واصول اى قواعد العلوم وقوانين الصناعات وكيفية ألاتها ( ثم عرضهم على ألملائكه ) وألمراد به ذوات ألاشياء أو مدلولات الالفاظ وقرئ عرضهن  وعرضها على معنى عرض مسمياتهن او مسمياتها (فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء ) ......يتبع  

المشاركات الشائعة