ولا تستبدلوا بالايمان بها وألاتباع لها حظوظ ألدنيا فأنها وأن جلت قليله مسترذله بألاضافه الى ما يفوت عنكم من حظوظ الاخرة بترك ألايمان قيل وكان لهم رئاسه فى قومهم ورسوم وهدايا منهم فخافوا عليها لو أتبعوا رسول ألله صلى ألله عليه وسلم فأختاروها عليه وقيل كانوا يأخذون ألرشا فيحرفون ألحق ويكتمونه ( وأياى فأتقون ) بالايمان وأتباع ألحق وألاعراض عن الدنيا ( لاتلبسوا الحق بالباطل ) واللبس الخلط وأمعنى لاتخلطوا ألحق المنزل عليكم بالباطل ألذى تخترعونه حتى لايميز بينهما ( وتكتموا الحق ) أى لا تجمعوا لبس الحق بالباطل وكتمانه ويعضده أنه فى مصحف أبن مسعود وتكتمون أى وانتم تكتمون بمعنى كاتمين وفيه أشعار بأن أستقباح أللبس لما يصحبه من كتمان ألحق ( وأنتم تعلمون ) عالمين بأنكم لابسون كاتمون فأنه أقبح أذ أن الجاهل قد يعذر ( وأقيموا ألصلاة وأتوا ألزكاة ) يعنى صلاة المسلمين وزكاتهم فأن غيرها كلا صلاة ولا زكاة أمرهم بفروع الاسلام بعد ان أمرهم بأصوله وفيه دليل على أن ألكفار مخاطبون بها والزكاة بمعنى الطهاره فأنها تطهر ألمال من ألخبث وألنفس من ألبخل ( واركعوا مع ألراكعين ) أى فى جماعتهم فأن صلاة ألجماعه تفضل عن صلاة ألمنفرد بسبع وعشرين درجه لما فيها من تطاهر ألنفوس وعبر عن الصلاة بالركوع احترازا عن صلاة أليهود وقيل ألركوع ألخضوع والانقياد لما يلزمهم ألشارع ( أتأمرون ألناس بالبر )تقرير مع توبيخ وتعجيب وألبر ألتوسع فى ألخير ولذلك قيل ألبر ثلاثه بر فى عبادة ألله تعالى وبر فى مراعاة ألاقارب وبر فى معاملة ألاجانب ( وتنسون أنفسكم ) وتتركونها من ألبر وعن أبن عباس رضى الله عنهما أنها نزلت فى أحبار ألمدينه كانوا يأمرون سرا من نصحوه بأتباع محمد صلى ألله عليه وسلم ولا يتبعونه وقيل كانوا كانوا يأمرون بالصدقه ولا يتصدقون ( وانتم تتلون ألكتاب ) تبكيت اى تتلون ألتوراة وفيها ألوعيد على ألعناد وترك ألبر ومخالفة ألقول والعمل ( أفلا تعقلون ) قبح صنيعكم او أفلا عقل لكم يمنعكم عما تعملون وخامة عاقبته والمراد بها حث ألواعظ على تزكية ألنفس والاقبال عليها بالتكميل ليقوم فيقيم غيره لمنع الفاسق عن الوعظ فأن ألاخلال باحد الامرين المامور بهما لايوجب ألاخلال بالاخر ( واستعينوا بالصبر وألصلاة ) متصل بما قبله كأنهم لما أمروا بما شق عليهم من ترك ألرئاسه والاعراض عن المال عولجوا بذلك والمعنى أستعينوا على حوائجكم بانتظار ألفرج توكلا على ألله او بالصوم الذى هو صبر عن ألمفطرات لما فيه من كسر ألشهوة وتصفية ألنفس وألتوسل بالصلاة وألالتجاء أليها فانها جامعه لانواع ألعبادات ألنفسانيه والبدنيه من ألطهاره وستر ألعورة وصرف المال فيهما وألتوجه الى ألكعبه وألعكوف للعبادة واظهار الخشوع بالجوارح واخلاص ألنيه بالقلب ومجاهدة ألشيطان ومناجاة ألحق وقرأة ألقرأن وألتكلم بالشهادتين وجبر ألمصائب روى أنه عليه ألصلاة ,السلام أذا أحزنه أمر فرغ ألى ألصلاة ويجوز أن يراد بها ألدعاء ( وأنها ) أى وان ألاستعانه بهما أو جملة ما امروا بها ونهوا عنها ( لكبيرة ) لثقيله شاقه كقوله تعالى كبر على ألمشركين ما ندعوهم أليه ( الا على ألخاشعين ) ......يتبع