لكل أجير عمله والمعنى ان أنتسابكم اليهم لايوجب انتفاعكم بأعمالهم وانما تنتفعون بموافقتهم واتباعهم ( ولا تسئلون عما كانوا يعملون ) ولا تؤاخذون بسيائتهم كما لا تثابون بحسناتهم ( وقالوا كونو هودا أو نصارى تهتدوا ) للتفصيل فقائل الاول يهود المدينه وقائل الثانى نصارى نجران ( قل بل ملة ابراهيم ) اى نحن المسلمون ملته ونحن اهل ملته ( حنيفا ) مائلا عن الباطل الى الحق ( وما كان من المشركين ) تعريض بأهل الكتاب وغيرهم فأنهم يدعون اتباعه وهم مشركون ( قولوا ) خطاب لمؤمنين ( أمنا بالله وما أنزل ألينا ) من ألقرأن ( وما أنزل الى ابراهيم ) من ألصحف العشر ( واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط ) اولاده ( وما اوتى موسى ) من التوارة ( وعيسى ) من ألانجيل ( وما أوتى النبيون من ربهم ) من الكتب والايات ( لا نفرق بين احد منهم ) فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كاليهود والنصارى ( ونحن له ) اى لله ( مسلمون ) مذعنون مخلصون ( فأن أمنوا ) اى اليهود والنصارى ( بمثل ما أمنتم به فقد أهتدوا ) والمعنى فان أمنوا بالله ايمانا مثل أيمانكم به فقد أهتدوا ( وان تولوا ) عن الايمان به ( فأنما هم فى شقاق ) فى خلاف معكم فأن كل واحد من ألمتخالفين فى شق غير شق الاخر ( فسيكفيكهم الله ) وعد للمؤمنين بحفظهم ونصرهم ( وهو السميع ) لاقوالهم ( ألعليم ) بأحوالهم وقد كفاهم بقتل مقاتلوا بنى قريظه ونفى النضير وضرب الجزيه عليهم وفى امر بنى قريظه ألذى يحاول استغلاله اهل التنصير فى الهجوم على الاسلام والمسلمين بأنهم اقاموا مذبحه لبنى قريظه وقتلوهم والحقيقه انه حكم على مقاتلى بنى قريظه بالقتل بعد نقض المعاهدة التلى كانت بينهم وبين المسلمين وخانوهم وتحالفوا مع الوثنيون فى غزوة ألخندق للقضاء على رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم وؤد الاسلام الا ان نصر الله كان للمسلمين وبعدها تم الحكم على مقاتلى بنى قريظه بالقتل لخيانتهم عهدهم مع المسلمين وللقراءه اكثر فى تفاصيل هذا الامر مراجعة الموضوع فى موسوعة ويكيبديا ( صبغة الله ) اى هدانا الله هدايته وطهر قلوبنا بالايمان وسماه صبغه لانه ظهر اثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ او للمشاكاه فأن النصارى كانوا يغمسون اولادهم فى ماء اصفر يسمونه المعموديه ويقولون هو تطهير لهم وبه يحق نصرانيتهم ( ومن أحسن من الله صبغة ) لا صبغة أحسن من صبغته ( ونحن له عابدون ) تعريض لهم اى لانشرك به كما تشركون به انتم ( قل أتحاجوننا ) اتجادولنا ( فى الله ) فى شأنه وأصطفائه نبيا من العرب دونكم روى ان اهل الكتاب قالوا الانبياء كلهم منا فلو كنت نبيا لكنت منا فنزلت الاية ( وهو ربنا وربكم ) لا اختصاص منه سبحانه بقوم دون قوم يصيب برحمته من يشاء من عباده ( ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون ) اى موحدون نخلصه بالايمان والطاعه دونكم ( أم يقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب وألاسباط كانوا هودا أو نصارى قل ) لهم ( أانتم أعلم ام الله ) اى الله اعلم وقد برأ منهما ابراهيم بقوله ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا والمذكورون معه تبع له ( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) والمعنى لا أحد اظلم من اهل الكتاب لانهم كتموا شهادة الله لابراهيم بالحنيفيه والبراءه من اليهوديه والنصرانيه كما فيها تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد عليه الصلاة والسلام بالنبوة فى كتبهم وغيرها ( وما الله بغافل عما تعملون ) وعيد لهم ( تلك أمه قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ) تكرير للمبالغه فى التحذير والزجر عما أستحكم فى ألطباع من الافتخار بالاباء والاتكال عليهم وقيل الخطاب فيما سبق لهم وفى ألاية لنا تحذيرا عن الاقتداء بهم وقيل المراد بالامه فى الاول الانبياء وفى الثانى اسلاف اليهود والنصارى . " تم ألجزء الاول ويليه الجزء الثانى اوله سيقول السفهاء " جزانا الله واياكم خير الثواب شارك بالنشر .