تابع سورة البقرة ( سيقول ألسفهاء )

أى الجهال ألذين خفت أحلامهم ( من ألناس ) وهم اليهود لكراهتهم ألتوجه ألى ألكعبة ( ما ولهم ) أى شئ صرف النبى وألمؤمنين ( عن قبلتهم التى كانوا عليها ) وهى بيت المقدس ( قل ) لهم يامحمد ( لله المشرق والمغرب ) اى الجهات كلها ملكا له سبحانه وتعالى وألخلق عبيده فيأمرهم بالتوجه الى أى جهة شاء لا اعتراض عليه ( يهدى من يشاء ) هدايته ( الى صراط ) أى طريق ( مستقيم ) وهو ما تقتضيه الحكمه والمصلحه من توجههم تارة الى بيت المقدس وتارة اخرى الى الكعبه ( وكذلك ) الكاف للتشبيه أى كما اخترنا ابراهيم وذريته وأصطفيانهم ( جعلناكم ) ياامة محمد ( أمة وسطا ) أى خيارا عدولا وخير الاشياء أوسطها لا أفراطها ولا تفريطها لان الافراط المجاوزة لما لا ينبغى والتفريط التقصير عما ينبغى كالجود بين الاسراف والبخل والشجاعه بين التهور وبين الجبن وفى الحديث الا وان هذه الامة توفى سبعين امة هى أخيرها وأكرمها على الله عز وجل ( لتكونوا شهداء على ألناس ) يوم ألقيامه ان كان رسلهم بلغتهم ( ويكون الرسول عليكم شهيدا ) انه بلغكم ( وما جعلنا ) صيرنا ( القبله التى كنت عليها ) وهى الكعبه اولا وكان صلى الله عليه وسلم يصلى اليها فلما هاجر أمر باستقبال بيت المقدس فصل اليه ستة أو سبعة عشر شهرا ثم حول الى الكعبة ( ألا لنعلم ) علم ظهور وهو ألعلم الذى يتعلق به الثواب والعقاب فانه لا يتعلق بما هو عالم به فى الغيب أنما يتعلق بما يوجد وقيل معناه ليميز التابع من الناكص كما قال الله تعالى ليميز الله الخبيث من الطيب ( من يتبع الرسول ) فيصدقه  ( ممن ينقلب على عقبيه ) أى يرجع الى الكفر شكا فى الدين وظنا ان النبى صلى الله عليه وسلم فى حيرة من امره وقد حدث وارتد جماعه ( وأن ) أى وانها ( كانت ) اى التوليه ( لكبيرة ) شاقه على الناس ( الا على الذين هدى الله ) من الناس وهم الثابتون على الايمان ( وما كان الله ليضيع أيمانكم ) اى صلاتكم الى بيت المقدس بل يثبكم عليها وكان سبب نزول الاية السؤال عمن مات قبل التحويل ( ان الله بالناس ) المؤمنين ( لرؤف رحيم ) فى عدم اضاعة اعمالهم والرأفه شدة الرحمه ( قد ) للتحقيق ( نرى تقلب ) تصرف  ( وجهك فى ) جهة ( السماء ) متطلعا الى الوحى ومتشوقا للامر بأستقبال الكعبة وقد رسول الله صلى الله عليه وسلم يود ذلك لانها قبلة ابراهيم ولانه دعى الى اسلام العرب ( فلنولينك ) نحولنك ( قبلة ترضاها ) تحبها ( فول وجهك ) استقبل فى الصلاة ( شطر ) نحو ( المسجد الحرام ) أى الكعبة ( وحيثما كنتم ) خطاب للامة ( فولوا وجوهكم ) فى الصلاة ( شطرة وان الذين أوتوا الكتاب ليعلمون انه ) فان اهل الكتاب يعلمون ان التولى الى الكعبة ( الحق ) ألثابت ( من ربهم ) وهو ما ذكر فى كتبهم من ذكر للنبى صلى الله عليه وسلم بانه يتحول ألى الكعبه ( وما الله بغافل عما يعملون ) صدق الله العظيم .......يتبع باذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة