تابع سورة البقرة ( ومن ألناس من يتخذ من دون الله )

أى يتخذوا اله غير الله ( أندادا ) أصناما ( يحبونهم ) بالتعظيم والخضوع ( كحب الله ) أى كحبهم له ( والذين أمنوا أشد حبا لله ) من حبهم للانداد لانهم لا يعدلون عنه بحال ما والفار يعدلون فى الشدة الى الله ( ولو ترى ) تبصر يامحمد ( الذين ظلموا ) بأتخاذ الانداد (أذ يرون ) يبصرون ( العذاب أن القوة ) القدرة والغلبه ( لله جميعا وأن الله شديد العذاب ) والمعنى لو علموا فى الدنيا شدة عذاب الله وان القدرة لله وحده وقت وقت مبايعتهم له وهو يوم القيامه لما أتخذوا من دونه اندادا ( اذ تبرأ الذين أتبعوا ) أى الرؤساء ( من الذين اتبعوا ) من الاتباع وقرئ بالعكس أى تبرأ الاتباع من الرؤساء ( ورأو العذاب وتقطعت بهم ) عنهم ( ألاسباب ) الوصل التى كانت بينهم فى الدنيا من الارحام والمودة ( وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة ) رجعه الى الدنيا ( فتبرأ منهم ) أى المتبوعين ( كما تبرؤا منا ) اليوم ( كذلك ) أى كما أراهم شدة عذابه وتبرؤا بعضهم من بعض ( يريهم الله أعمالهم ) السيئه ( حسرات ) ندامات ( عليهم وما هم بخارجين من النار ) بعد دخولها ونزل فيمن حرم السوائب ونحوها ( ياأيها الناس كلوا مما فى ألارض حلالا طيبا ) مستلذا ( ولا تتبعوا خطوات ) طرق ( الشيطان ) أى تزينه للاعمال ( أنه لكم عدو مبين ) على الدوام ( انما يأمركم بالسؤ ) الاثم ( والفحشاء ) القبيح شرعا ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) من تحريم ما لم يحرم وغيره ( واذا قيل لهم ) أى الكفار ( اتبعوا ما انزل الله ) من التوحيد وتحليل الطيبات ( قالوا ) لا ( بل نتبع ما ألفينا ) وجدنا ( عليه اباءنا ) من عبادة الاصنام وتحريم السوائب والبحائر قيل وقد نزلت فى طائفه من اليهود دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاسلام فقالوا نتبع ما وجدنا عليه اباءنا لانهم كانوا خيرا منا واعلم عنا ( أو لو كان اباؤهم لا يعقلون شيأ ) من امر الدين ( ولا يهتدون ) الى الحق والمعنى لو كان أباؤهم جهلة لايتفكرون فى أمر الدين ولا يهتدون الى الحق لآتبعوهم وهو دليل على المنع من التقليد لمن قدر على النظر والاجتهاد وأما أتباع الغير فى الدين أذا علم بدليل أنه محق كالانبياء والمجتهدين فى الاحكام فهو الحقيقه ليس بتقليد بل اتباع ما انزل الله بالعلم دون الجهل ( ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لايسمع ألا دعاء ونداء ) اى مثل الذين كفروا كمثل البهائم التى تنعق والمعنى أن الكفرة لانهماكهم فى التقليد لايلقون أذهانهم الى ما يتلى عليهم فهم فى ذلك كالبهائم التى ينعق عليها فتسمع الصوت وتحس النداء ولا تفهم معناهم ( صم بكم عمى فهم لايعقلون ) الموعظه ( يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ) حلالات ( ما رزقناكم واشكروا لله ) على ما احل لكم ( ان كنتم اياه تعبدون ) صدق الله العظيم .......يتبع بأذن الله تعالى 

تفسير السوائب والبحائر قال صاحب " البيان " : كانوا إذا الناقة تابعت اثنى عشر أنثى ليس فيهن ذكر سيبت فلم تركب ، ولا يجز وبرها ، ولا يشرب لبنها إلا ضيف ، وما أنتجت بعد ذلك من أنثى شق أذنها ، وخلي سبيلها مع أمها في الإبل لا يركب ظهرها ، ولا يشرب لبنها إلا ضيف فهي البحيرة ابنة السائبة ، والوصيلة الشاة تنتج عشر إناث متتابعات في خمسة أبطن ليس فيهن ذكر جعلت وصيلة ، وكان ما ولدته بعد ذلك للذكور منهم دون إناثهم ، إلا أن يموت منها شيء فيشتركون في أكله ذكورهم وإناثهم . 

الحامي : الفحل يتم له عشر [ إناث متتابعات ليس فيهن ذكر ، فيحمى ظهره ، فلا يركب ، ولا يجز وبره ، ويخلى في إبله يضرب فيها لا ينتفع به لغير ذلك، فالسائبة من السياب ; والبحيرة من البحر ، وهو الشق ، ومنه البحر ; لأنه شق في الأرض ; والحام من الحمى وهو المنع ; والوصيلة من الصلة ; لأنها وصلت أربابها بولدها ، وقال قتادة : البحيرة الناقة تلد خمسة أبطن ، فإن كان الخامس ذكرا كان للرجال دون النساء ، أو أنثى شقوا أذنها ، وأرسلوها لا ينحر لها ولد ، ولا يشرب لها لبن ، ولا تركب ، والسايبة الناقة تسيب ، ولا تمنع حوضا تشرب فيه ، ولا مرعى ترتع فيه ، والوصيلة الشاة تلد سبعة أبطن ، فإن كان السابع ذكرا ذبح ، وأكله الرجال دون النساء ، وإن كانت أنثى تركت ، وقيل : الوصيلة الشاة تلد سبعة أبطن فيذبحون السابع إن كان جديا ، وإن كان عناقا فاستحيوهما كليهما ، وقالوا : الجدي وصيلة أخته فحرمته علينا ، ) وسر التحريم أنهم كانوا يحرمون ما لم يحرمه الله فلا يضر الجهل بذلك وكيفيته ، فمثل لرسول الله صلى الله عليه وسلم النار في الدنيا فرأى فيها عمراممثلا فيها يجر نصبه ، وهي مصارينه على الحال التي يكون عليها في الآخرة ، قاله صاحب " البيان . 

المشاركات الشائعة