تابع سورة البقرة ( ان كنتم اياه تعبدون )

وذلك ان صح انكم تخصونه بالعبادة وعن النبى صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى  انى والانس والجن فى نبأ عظيم اخلق ويعبد غيرى وارزق ويشكر غيرى ( انما حرم عليكم ألميتة ) اكلها والانتفاع بها وهى التى ماتت من غير ذكاة والحديث الحق بها ما يبين من حى فالسمك والجراد أخرجهما ألعرف عنها أو أسثنهما الشرع والحرمه المضافه الى العين " أى ما يعرف بالمنفعه وليس الاكل " تفيد عرفا حرمة التصرف فيها مطلقا الا ما خصه والدليل كالتصرف فى الدبوغ " جلد الحيوان " ( والدم ) المسفوح كما فى الانعام او دما مسفوحا ( ولحم الخنزير ) اى جميع اجزائه ( وما اهل به لغير الله ) أى ذبح على اسم غيره والاهلال رفع الصوت وكانوا يرفعونه عند الذبح لالهتهم ( فمن أضطر ) أى ألجاته الضرورة الى اكل شئ مما ذكر فأكله (غير باغ ) خارج على المسلمين أى غير باغ على الوالى ( ولا عاد ) أى متعد بقطع الطريق ( فلا اثم عليه ) فى اكله ( ان الله غفور ) لآوليائه ( رحيم ) بأهل طاعته حيث وسع لهم فى ذلك وأخرج الباغى والعادى ويلحق بهما كل عاص فلا يحل لهم اكل شئ من ذلك ما لم يتوبوا وقال سهل بن عبد الله غير باغ مفارق للجماعه ولا عاد مبتدع مخالف للسنه فلم يرخص للمبتدع فى تناول المحرم عند الضرورة وقال محروق من اضطر الى الميته والدم ولحم الخنزير فلم يأكل ولم يشرب حتى مات دخل النار واختلف العلماء فى قدر ما يحل للمضطر أكله من الميته على قولين أحدهما ان يأكل مقدار ما يمسك رمقه وهو قول ابى حنيفه والراجح عند الشافعى والقول الاخر يجوز ان يأكل حتى يشبع وبه قال مالك " فان قبل " انما تفيد قصر الحكم على على ما ذكروكم من محرم لم يذكر ونجيب على ذلك بان المراد قصر الحرمه على ما ذكر مما أستحله الكفار لا مطلقا وقصر ما ذكر على حال الاختيار كانه قيل انما حرم عليكم هذه الاشياء ما لم تضطروا اليها ( ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ) المشتمل على نعت محمد وهم اليهود ( ويشترون به ثمنا قليلا ) من الدنيا يأخذونه بضلال من سلفئهم ( أولئك ما يأكلون فى بطونهم الا النار ) اى لاياكلون يوم القيامه الا النار ( ولا يكلمهم الله يوم القيامه ) غضبا عليهم ( ولا يزكيهم ) يطهرهم من دنس الذنوب ( ولهم عذاب أليم ) مؤلم هو النار اجارنا ألله ( اولئك الذين أشتروا الضلاله بالهدى ) أخذوها بضلالهم فى الدنيا ( والعذاب بالمغفرة ) العذاب المعد لهم فى الاخرة لو لم يكتموا ( فما أصبرهم على النار ) اى ما اشد صبرهم وهو تعجب والا فاى صبر لهم كما قال الحسن والله ما لهم عليها من صبر ولكن ما اجرأهم على العمل الذى يقربهم ألى النار وقال الكسائى فما أصبرهم على عمل اهل النار اى ما ادومهم عليه وروى عن الكسائى انه قال قال لى قاضى اليمن انه بمكه اختصم الى رجلان من العرب فحلف احدهما على حق صاحبه فقال ما أصبرك على عذاب الله تعالى . ( ذلك ) أى الذى ذكر من اكلهم النار وما بعده ( بأن ) أى بسبب أن ( الله نزل الكتاب بالحق ) فرفضوه بالتكذيب أو الكتمان ( وان الذين اختلفوا فى الكتاب ) صدق الله العظيم ....يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة