سموا بذلك لانهم نصروا ألمسيح عليه ألسلام ( وألصابئين ) قوم بين ألنصارى وألمجوس وقيل أصل دينهم نوح عليه ألسلام وقيل هم عبدة ألملائكه وقيل عبدة ألكواكب ( من أمن بالله وأليوم ألاخر وعمل صالحا ) من كان منهم فى دينه قبل أن ينسخ مصدقا بقلبه بالمبدأ وألميعاد عاملا بمقتصى شرعه وقيل من أمن من هؤلاء ألكفرة أيمانا خالصا ودخل فى ألاسلام دخولا صادقا ( فلهم أجرهم عند ربهم ) ألذى وعد لهم على ايمانهم وعملهم ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) حين يخاف ألكفار من ألعقاب ويحزن ألمقصرون على تضييع ألعمر وتفويت ألثواب ( وأذ أخذنا ميثاقكم ) بأتباع موسى والعمل بالتوراة ( ورفعنا فوقكم ألطور ) حتى أعطيتم ألميثاق روى أن موسى عليه ألسلام لما جاءهم بالتوارة قرأوا ما فيها من التكاليف ألشاقه كبرت عليهم وأبوا قبولها فامر جبريل عليه السلام قلع ألطور فظلله فوقهم حتى قبلوا ( خذوا ما أتيناكم ) من ألكتاب ( بقوة) بجد وعزيمه ( وأذكروا ما فيه ) ادرسوه ولا تنسوه أو تفكروا فيه فانه ذكر بالقلب أو أعملوا به ( لعلكم تتقون ) لكى تتقوا ألمعاصى ( ثم توليتم من بعد ذلك ) اعرضتم عن ألوفاء بالميثاق من بعد اخذه ( فلولا فضل ألله عليكم ورحمته ) بتوفيقكم للتوبه او بمحمد صلى ألله عليه وسلم ألذى هداكم ألى ألحق ( لكنتم من الخاسرين ) المقبولين بألانهماك فى ألمعاصى ( ولقد علمتم ألذين اعتدوا منكم فى ألسبت ) ألسبت مصدر القول سبت أليهود اذ عظمت يوم السبت واصله ألقطع أمروا أن يجردوه للعباده فاعتدى فيه أناس منهم فى زمن داود عليه ألسلام وأشتغلوا بالصيد وذلك أنهم كانوا يسكنون قريه على ألساحل يقال لها أيله واذا كان يوم ألسبت لم يبق حوت فى ألبحر الا حضر هناك واخرج خرطومه فاذا مضى لفرقت فخفروا حياضا وشرعوا أليها الجدوال وكانت ألحيتان تدخلها يوم ألسبت فيصطادونها يوم الاحد ( فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) جامعين بين صورة ألقردة وألخسؤ وهو ألصغار وألطرد وأنهم صاروا كذلك كما اريد بهم ( فجعلناها ) أى المسخه او العقوبه ( نكالا ) عبرة لكل ألمعتبر بها أى تمنعه ( لما بين يديها وما خلفها ) لما قبلها وبعدها من ألامم أذا ذكرت حالهم فى زبر ألاولين وأشتهرت قصتهم فى ألاخرين او لمعاصريهم ومن بعدهم او لاجل ما تقدم عليها من ذنوبهم وما تأخر منها ( وموعظه للمتقين ) من قومهم او لكل متق سمعها ( واذ قال موسى لقومه ان ألله يامركم أن تذبحوا بقرة ) أول هذه ألقصه قوله تعالى " وأذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها " وقصته أنه كان فيهم شيخ موسر فقتل أبنه بنوا اخيه طمعا فى ميراثه وطرحوه على باب ألمدينه ثم جاؤا يطالبون بدمه اهل ألمدينه فامرهم ألله ان يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها ليحيى فيخبر بقاتله ( قالوا أتتخذنا هزوا ) أى مهزوا بنا ( قال اعود بالله أن اكون من الجاهلين ) صدق ألله ألعظيم ......يتبع