تابع سورة البقرة ( ان الله واسع )

بأحاطته بالاشياء او برحمته  يريد التوسعه على عباده اى يسع فضله كل شئ ( عظيم ) بتدبير خلقه فى مصالحهم وأعمالهم وعن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ان الايه نزلت فى صلاة المسافر على الراحله وقيل فى قوم عميت عليهم القبله فصلوا على انحاء مختلفه فلما اصبحوا تبينوا خطأهم وعلى هذا لو اخطأ المجتهد ثم تبين له الخطأ لم يلزمه التدارك  وقيل هى لتنزيه المعبود جل وعلا فى ان يكون فى حيز وجهه " فثم وجه الله " وقيل نزلت لما طعن اليهود فى نسخ القبله كما فى قوله تعالى " سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء الى صراط مستقيم "  ( وقالوا اتخذ الله ولدا ) نزلت لما قالت اليهود عزيز ابن الله ولما قال النصارى المسيح ابن الله ومشركوا العرب لما قالوا الملائكه بنات الله قال تعالى ( سبحانه ) تنزيها له عن ذلك ( بل له ما فى السموات والارض ) ملكا وخلقا وعبيدا والمعنى انه تعالى خالق ما فى السموات والارض الذى من جملته الملائكه وعزيز والمسيح (كل له قانتون ) منقادون ( بديع السموات والارض ) أى مبدعهما ( وأذا قضى أمرا ) أى أراد شيئا ( فأنما يقول له كن فيكون ) اى احدث فيحدث وليس المراد به حقيقة امر و امتثال بل تمثيل حصول ما تعلقت به ارادته بلا مهله بطاعة المأمور للمطيع بلا توقف  وأعلم ان السبب فى هذه الضلاله ان ارباب الشرائع المتقدمه كانوا يطلقون الاب على الله تعالى باعتبار انه السبب الاول حتى قالوا ان الاب هو الرب الاصغر والله سبحانه وتعالى هو الاب الاكبر ثم ظنت الجهله منهم ان المراد به معنى الولادة فاعتقدوا ذلك تقليدا ولذلك كفر قائله ومنع منه مطلقا حسما لمادة الفساد ( وقال الذين لايعلمون ) اى جهلة المشركين ( لو لايكلمنا الله ) هلا يكلمنا الله كما يكلم الملائكه او يوحى الينا بأنك رسوله  ( او تأتينا أية ) حجه على صدقك ( كذلك قال ألذين من قبلهم ) من الامم الماضيه ( مثل قولهم ) فقالوا أرنا الله جهرا او هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء ( تشابهت قلوبهم ) قلوب هؤلاء ومن قبلهم فى العمى والعناد ( قد بينا الايات لقوم يوقنون ) اى قوم يطلبون اليقين او يوقنون الحقائق لا يعتريهم شبهة ولا عناد وفيه اشارة الى انهم ما قالوا ذلك شكا فى الايات او لطلب مزيد اليقين وانما قالوه عنوا وعنادا ( أنا أرسلناك بالحق ) ملتبسا مؤيدا به ( بشيرا ونذيرا ) فلا عليك ان أصروا أو كابروا ( ولا تسئل عن أصحاب الجحيم ) طالما لم يؤمنوا بعد ان بلغت وألجحيم ألمتأجج من النار ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) صدق الله العظيم ......يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة