تابع سورة البقرة ( قال اعود بالله أن اكون من الجاهلين )

أى من ألمستهزئين لان ألهزو فى مثل ذلك جهل وسفه ( قالوا أدع لنا ربك يبين لنا ما هى ) أى ما حالها وصفاتها ( قال أنه يقول أنها بقرة لا فارض ولا بكر ) لا مسنه ولا فتيه اى ولا شابه ( عوان ) نصف أى وسط ( بين ذلك ) أى بين ما ذكر من ألفارض وألبكر وألمروى عنه عليه ألسلام لوا ذبحوا اى بقرة أرادوا لاجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد ألله عليهم وتقريعهم بالتمادى وزجرهم عن ألمراجعه بقوله تعالى ( فأفعلوا ما تؤمرون ) به بمعنى مأموركم ( قالوا أدع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال أنه يقول أنها بقرة صفرا فاقع لونها ) الفقوع نصوع ألصفرة ولذلك يؤكد به فيقال أصفر فاقع كما يقال أسود حالك ( تسر الناظرين ) اى تعجبهم ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى ) تكرير للسؤال وأستكشاف زائد ( أن ألبقر تشابه علينا ) أى أن البقر ألموصوف بالتعوين وألصفره كثير فأشتبه علينا ( وأنا ان أنشاء ألله لمهتدون ) ألى ألمراد ذبحها أو ألى ألقاتل وفى ألحديث لو لم يسئلوا لما بينت لهم اخر ألابد ( قال ) موسى ( أنه ) تعالى ( يقول أنها بقرة لا ذلول ) مذللة اى ذلها ألعمل وهو صفه لبقرة بمعنى انها بقرة لم تذلل للعمل أى لم يسبق لها سقى الحرث ولا غيره أى لم تعلق فى محراث ( تثير ألارض ) أى تقلبها للزراعه وهى صفة ذلول كأنه قيل لا ذلول مثيرة ( ولا تسقى ألحرث ) أى ليست بسانيه يسقى عليها بالسواق " روح ألبيان " ( مسلمه ) سلمها ألله تعالى من ألعيوب ( لاشية فيها ) لا لون فيها يخالف لون جلدها فهى صفرأ كلها حتى قرنها وظلفها ( قالوا ألان جئت بالحق ) أى بحقيقة وصف ألبقرة وحققته لنا ( فذبحوها ) فيه اختصار والتقدير فحصلوا البقرة ألمنعوته فذبحوها ( وما كادوا يفعلون ) لتطويلهم فى ألسؤال وكثرة مراجعاتهم أو الخوف من فضيحة ظهور القاتل او لغلاء ثمنها أذ روى أن شيخا صالحا منهم كان له عجله فأتى بها الغيضه وقال أللهم انى استودعتكها لابنى حتى يكبر فشبت وكانت وحيدة بتلك ألصفات فساوموها أليتيم وامه حتى اشتروها بمل مسكها " أى جلدها " ذهبا وكانت البقرة اذ ذاك بثلاث دنانير ( واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ) أختصمتم فى شأنها ( وألله مخرج ما كنتم تكتمون ) مظهره لا محاله ( فقلنا اضربوه ) أى ألقتيل ( ببعضها ) قيل بلسانها وقيل بذنبها وقيل بفخذها أليمين ( كذلك يحيى ألله ألموتى ) فضربوه فحى وقال قتلنى أبن عمى ( ويريكم أياته ) دلائله على كمال قدرته ( لعلكم تعقلون ) لكى يكمل عقلكم وتعلموا أن من قدر على أحياء نفس قادر على أحاء ألانفس كلها ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ) يعنى احياء ألقتيل او جميع ما عدد من ألايات فأنها مما يوجب لين القلب ( فهى كا لحجارة ) فى قسوتها ( أو أشد قسوة ) منها والمعنى أنها فى ألقساوة مثل ألحجارة أو أزيد عليها  ( وان من ألحجارة لما يتفجر منه ألانهار وان منها لما يشقق فسيخرج منه الماء وان لما يهبط من خشية ألله ) وألمعنى ان ألحجارة تتأثر وتنفعل فأن منها ما يتشقق فينبع منه ألماء وتنفجر منه الانهار ومنها ما يتردى من أعلى الجبل أنقيادا لما أراد ألله تعالى به وقلوب هؤلاء وعقولهم لاتتأثر ولا تنفعل عن امره سبحانه وتعالى وألتفجر ألتفتح  بسعه وكثرة وألخشيه مجاز عن ألانقياد ( أفتطمعون ) والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وألمؤمنين ( أن يؤمنوا لكم ) صدق ألله ألعظيم .....يتبع 

المشاركات الشائعة