على من يترك خيرا او يترك وصيه ان يتقى الله كما ذكر وكما هو منسوخ فى أية الميراث وكذا الحديث لا وصيه لوارث رواه الترمذى . ( فمن بدله ) أى الايصاء من شاهد ووصى ( بعد ما سمعه ) علمه ( فأنما أثمه ) أى الايصاء المبدل او الوصيه المبدله ( على الذين يبدولونه ان الله سميع عليم ) على الذين يبدلون قول الموصى الله شاهد عليهم ( عليم ) بفعل وقول الموصى ( فمن خاف من موص جنفا ) ميلا عن الحق خطا فى الوصيه ( أو أثما ) بأن تعمد ذلك بالزيادة على الثلث أو تخصيص غنى مثلا ( فاصلح بينهم ) بين الموصى والموصى له باجرائهم على نهج الشرع ( فلا أثم عليه ) فى هذا التبديل لانه تبديل باطل الى حق بخلاف الاول الذى كان موصى فيه بالاثم ( ان الله غفور رحيم يا أيها الذين امنوا كتب ) فرض ( عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) من الامم ( لعلكم تتقون ) المعاصى فان الصوم يكسر الشهوة التى هى مبدؤها كما قال عليه الصلاة والسلام يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة اى مؤن النكاح فليتزوج فأنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطيع فعليه بالصوم فانه له وجاء اى قاطع لشهوته أو لعلكم تنتظمون فى زمرة المتقين لان الصوم شعائرهم قال على رضى الله تعالى عنه ان الصوم عبادة قديمة أصليه ما أخلى الله أمة من أفتراضها عليهم لم يفرضها عليكم وحدكم ( أياما معدودات ) مؤقتات بعدد معلوم وهى رمضان ( فمن كان منكم مريضا ) مريضا يضره الصوم ويعسر معه ( أو على سفر ) أى مسافر سفر قصر ( فعدة من أيام أخر ) اى فعليه صوم عدة أيام المرض وألسفر من أيام اخرى ان افطر واختلفوا فى المرض الذى يبيح الفطر والاصح فيه ما قدرناه وهو ان يضره الصوم ويعسر معه وذهب أهل السلف الى ان ما ينطبق عليه اسم المرض يبيح الفطر كما قال ابن سيرين لما أعتل بوجع فى اصبعه فدخل عليه رمضان وهو يأكل. وفى السفر الذى يباح فيه عدم الصوم فألاصح فيه مرحلتان فقال الاوزاعى أقله مرحله وقال ابو حنيفه وأصحابه ثلاثة ايام ( وعلى الذين ) لا ( يطيقونه ) لكبر او مرض ولا امل فى شفأه ( فدية ) هى ( طعام مسكين ) اى قدر مايأكله فى يوم وهو مد على الاصح من غالب قوته وقال بعضهم نصف صاع من القمح أو صاع من غيره وقال ابن عباس يعطى كل مسكين عشاؤه وسحوره وكانوا مخيرين فى صدر الاسلام بين الصوم والفديه ثم نسخ بتعيين الصوم بقوله تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " قال ابن عباس الا الحامل والمرضع أذا افطرتا خوفا على الولد فأنها باقية بلا نسخ فى حقهما ( فمن تطوع خيرا ) بالزيادة على القدر المذكور فى الفدية ( فهو ) أى التطوع ( خير له ) فيثيبكم الله عليه ( وان تصوموا ) أيها المطبقون او المرخصون فى الافطار ليندرج تحته المريض والمسافر ( خير لكم ) من الفدية ومن التأخير للقضاء ( ان كنتم تعلمون ) صدق الله العظيم ....يتبع باذن الله تعالى .