تابع سورة البقرة ( ان الله عزيز )

غالب على امره بمعنى قادر على كل شئ ( حكيم ) فى صنعه يحكم بما تقتضيه الحكمة وتتسع له الطاقة ( ولا تنكحوا ) اى لا تتزوجوا ايها المسلمون ( المشركات ) اى الكافرات ( حتى يؤمن ) وهذا مخصوص بغير الكتابيات والاية وان كانت شاملة للكتابيات لان اهل الكتاب مشركون لقوله تعالى وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله الى قوله تعالى سبحانه عما يشركون ولكنها اى هذة الاية وهى قوله تعالى ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن مخصوصة بغير الكتابيات بقوله والمحصنات من الذين أتوا الكتاب وقد تزوج عثمان بنصرانية فأسلمت وتزوج حذيفة بيهودية وطلحة ابن عبيد الله بنصرانية واعلم ان من يقول القرأن كلام غير الله فقد اشرك مع أله غير الله أنتهى ( ولآمة مؤمنة خير من ) حرة ( مشركة ولو أعجبتكم ) لجمالها ومالها والمهنى ولامرأة مؤمنة حرة كانت أو مملوكة فأن الناس كلهم عبيد الله واماؤه ولو بمعنى ان ( ولا تنكحوا )  لاتزوجوا ( المشركين ) اى الكفار المؤمنات اى ولا تزوجوا المؤمنات للكفار ( حتى يؤمنوا ) وهذا على عمومة بأجماع اى يشمل كفار اهل الكتاب وغيرهم من بقية الكفرة كالمجوس وعباد الوثن وغيرهم انتهى ( ولعبد مؤمن خير من ) اى من حر ( مشرك ولو اعجبكم ) لماله وجماله ( اولئك ) أى اهل الشرك ( يدعون الى النار ) اى الى الكفر المؤدى الى النار فلا تليق مصاهرتهم ومولاتهم ( والله يدعوا ) اى اولياؤه المؤمنون ( الى الجنة والمغفرة ) اىالعمل الصالح الموصل اليها فهم أحق بالمواصلة ( بأذنه ) اى بأمر الله ورضاه او بقضأه وارادته فيجب أجابته بتزويج أوليائه ( ويبين ) اى الله ( أياته للناس لعلهم يتذكرون ) اى لكى يتذكروا فيتعظوا ( ويسئلونك ) يامحمد ( عن المحيض ) اى الحيض ماذا يفعل بالنساء فيه روى ان اهل الجاهلية كانوا لم يساكنوا الحائض ولم يؤاكلوها كفعل اليهود فأن اليهود كانوا اذا حاضت المرأه منهم اخرجوها من البيت ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها فى البيت واستمر ذلك الى ان سأل ابو الدحداح عن ذلك فقال الله تعالى ( قل ) لهم ( هو ) أى الحيض أو مكانه ( أذى ) قذر أو محله قذر ( فأعتزلوا النساء ) أى اتركوا وطأهن ( فى المحيض ) اى وقته او مكانه ( ولا تقربوهن ) اى بالجماع ( حتى يطهرن ) تأكيد للحكم أى يغتسلن بعج أنقطاعه ( فأذا تطهرن فأتوهن ) أى للجماع وقال ابو حنيفة رضى الله تعالى عنه أن طهرت لاكثر الحيض وهو عنده عشرة ايام جاز قربائها قبل الغسل ( من حيث أمركم الله ) وهو القبل ولا تتعدوه ويتجنبه فى الحيض أما الملامسة فيما عدا ما بين السرة والركبة والمضاجعه معها قبل الغسل ولو قبل انقطاع الحيض فجائز قالت عائشة رضى الله تعالى عنها كان يأمرنى صلى الله عليه وسلم فأتزر فيباشرنى وأنا حائض ( ان الله يحب ) أى يثيب ويكرم ( التوابين ) من الذنوب ( ويحب المتطهرين ) أى المتنزهين عن الفواحش والاقذار كمجامعة الحائض والاتيان فى غير القبل ( نساؤكم حرث لكم ) اى مزرع ومنبت للولد كالارض للنبات ( فأتوا حرثكم ) أى محله وهو القبل ( أنى ) أى كيف ( شئتم ) من قيام وقعود واضطجاع وادبار اى من خلفها فى قبلها واقبال ( وقدموا لآنفسكم ) من الاعمال الصالحة كالتسمية عند الجماع ( وأتقوا الله ) فى أمره ونهيه ( واعلموا أنكم ملاقوه ) بالبعث فيجازيكم باعمالكم ( وبشر المؤمنين ) الذين اتقوه بالجنة ( ولا تجعلوا الله عرضة لايمائكم ) صدق الله العظيم ..... يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة