الصلوات الخمس بأدائها فى اوقاتها ( والصلواة الوسطى ) وهى صلاة العصر على الراجح وفضلها لكثرة اشتغال الناس فى وقتها واجتماع الملائكة ( وقوموا لله ) فى الصلاة ( قانتين ) اى مطيعين ( فان خفتم ) من عدو او سبع او نحو ذلك ( فرجالا ) جمع رجل اى مشاة صلوا ( أو ركبانا ) جمع راكب أى كيف امكن مستقبلى القبلة وغير مستقبليها ويومئ بالركوع والسجود ويجعل السجود اخفض من الركوع وهذه صلاة شدة الخوف ولا ينتقص عدد الركعات بالخوف عند اكثر اهل العلم وروى مجاهد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهم قال فرض الله الصلاة على لسان نبيكم فى الحضر اربعا وفى السفر ركعتين وفى الخوف ركعة وفى الاية دليل على وجوب الصلاة حال المقاتلة وأليه ذهب الشافعى رضى الله تعالى عنه وقال ابو حنيفة رضى الله تعالى عنه لايصلى حال المشى والمقاتلة مالم يمكن الوقوف وقال سعيد بن جبير رضى الله تعالى عنه اذا كنت فى القتال وضرب الناس بعضهم بعضا فقل سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر واذكر الله فتلك صلاتك . ( فأذا أمنتم ) من الخوف ( فأذكروا الله ) اى صلوا الصلوات الخمس تامه ( كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون ) قبل تعليمه لكم من فرائضها وحقوقها والكاف بمعنى مثل ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزوجا وصية لازواجهن ) اى كتب الله عليهم وصية او الزم الذين يتوفون بالوصية ( متاعا ) ما يتمتعن به من النفقة والكسوة ( الى ) تمام ( الحول ) من موتهم الواجب عليهن تربصه ( غير اخراج ) أى غير مخرجات من مسكنهن والمعنى انه يجب على الذين يتوفون أن يوصوا قبل ان يحتضروا لازواجهم بان يتمتعن بعدهم حولا بالسكنى والنفقة وكان ذلك فى اول الاسلام ثم نسخت المدة بقولة اربعة اشهر وعشرة ايام وهو ان كان متقدما فى التلاوة فهو متأخر فى النزول وسقطت النفقة بتوريثها الربع أو الثمن ( فأن خرجن ) من قبل انفسهن قبل الحول من غير اخراج الورثة ( فلا جناح عليكم ) ياأولياء الميت ( فيما فعلن فى انفسهن من معروف ) شرعا كالتزين وترك احداد . من قطع النفقة عنها بعد ان خيرها الله تعالى ان تقيم حولا ولها النفقة والسكنى وبين ان تخرج ولا نفقة لها ولا سكنى الى ان نسخت باربعة اشهر وعشرا ( والله عزيز ) فى ملكه ( حكيم ) فى صنعه لا يسئل عما يفعل ( وللمطلقات متاع ) أى يعطينه قال قوم والمراد بالمتاع نفقة العدة ( بالمعروف ) بقدر الامكان ( حقا على المتقين ) الله تعالى ( كذلك ) أى كما بين لكم فى ما سبق من احكام الطلاق والعدد ( يبين الله لكم اياته ) من الدلائل والاحكام ما تحتاجون اليه معاشا ومعادا ( لعلكم تعقلون ) لعلكم تفهمونها فتستعملون العقل فيها ( ألم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف ) أربعون أو سبعون الفا ( حذر الموت ) وهم قوم من بنى اسرائيل وقع الطاعون ببلادهم ففروا ( فقال لهم الله موتوا ) فماتوا ( ثم أحياهم ) بعد ثمانية ايام أو أكثر بدعاء نبيهم حزقيل ليعتبروا ويتيقنوا ان لا مفر من قضاء الله وقدره وحزقيل هو ذو الكفل ( ان الله لذو فضل على الناس ) ومنه احياء هؤلاء حيث احياهم ليعتبروا ويفوزوا وقص عليكم حالهم لتستبصروا ( ولكن اكثر الناس لايشكرون ) صدق الله العظيم .....يتبع بأذن الله تعالى