تابع سورة البقرة ( ولكن اكثر الناس لايشكرون )

كما ينبغى اما الكفار فلم يشكروا وأما المؤمنون فلم يبلغوا غاية شكره ( وقاتلوا فى سبيل الله ) اعداء الله لتكون كلمة الله هى العليا ( واعلموا ان الله سميع ) لاقوالكم فيسمع ما يقوله المتخلفون ( عليم ) بأحوالكم فيعلم ما تضمرونه فيجازيكم ( من ذا الذى يقرض الله ) بأنفاق ماله فى سبيل الله ( قرضا حسنا ) بأن ينفقه لله عز وجل عن طيب قلب وقيل معناه من ذا الذى يقرض عباد الله المحتاجين من خلقه كقوله تعالى ان الذين يؤذون الله أى عباد لله كما جاء فى الحديث عن ابى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقول يوم القيامة يابن ادم استطعمتك فلم تطعمنى قال يارب كيف اطعمك وانت رب العالمين قال استطعمك عبدى فلان فلم تطعمه أما علمت انك لو اطعمته لوجدت ذلك عندى . ( فيضاعفه ) أى جزاءه ( له ) فى الدنيا والاخرة كان صلى الله عليه وسلم لا يقترض الا وفى عليه زيادة وقال خياركم أحسنكم قضاء ( اضعافا كثيرة ) من عشر الى اكثر من سبعمائة ( والله يقبض ) أى يمسك الرزق عمن يشاء ابتلاء ( ويبسط ) أى يوسعه لمن يشاء امتحانا بحسب ما اقتضته حكمته سبحانه وتعالى ( واليه ترجعون ) فيجازيكم على ما قدمته ( ألم تر الى الملاء من بنى اسرائيل ) أى الى قصتهم والملآ من القوم اشرافهم ( من بعد موسى ) أى من بعد وفاته ( اذ قالوا لنبى لهم ) هو شمويل وقيل هو يوشع بن نون عليهم السلام ( ابعث لنا ملكا نقاتل فى سبيل الله ) أقم لنا أميرا ننهض معه للقتال فتنتظم به كلمتنا ونرجع اليه ويكون ذلك أية من نبوتك ولما قالوا له ذلك ( قال ) النبى لهم ( هل عسيتم ان كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا ) والمعنى اتوقع جبنكم عن القتال ان كتب عليكم ( قالوا وما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ) أى اى غرض لنا فى ترك القتال وقد عرض لنا ما يوجبه ويحث عليه من الاخراج عن الاوطان والافراد وعن الاولاد وذلك ان جالوت ومن معه من العمالقه  كانوا يسكنون ساحل بحر الروم بين مصر وفلسطين وظهروا على بنى اسرائيل فأخذوا ديارهم وسبوا اولادهم وأسروا من أبناء الملوك أربعمائة وأربعين ( فلما كتب عليهم القتال تولوا ) عنه وجبنه وضيعوا أمر الله ( الا قليلا منهم ) ثلثمائة وثلاثة عشر بعدد اهل بدر وهم الذين عبروا النهر مع طالوت واقتصروا على الغرفة من نهر فلسطين روى أن من أغترف غرفة كما أمر الله قوى قلبه وصح ايمانه وعبر النهر سالما وكفته تلك الغرفة الواحدة لشربه وأروته والذين شربوا وخالفوا أمر الله أسودت شفاههم وغلبهم العطش فلم يرووا وبقوا على شط النهر وجبنوا عن لقاء العدو ( والله عليم بالظالمين ) وهذا وعيد لهم على ظلمهم فى ترك الجهاد وسأل نبيهم شمويل عليه السلام ربه ارسال ملك فأجابه الى أرسال طالوت ( وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى ) كيف ( يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ) لانه ليس من سبط المملكة ولا النبوة وكان دباغا أو راعيا ( ولم يؤت سعة من المال ) يستعين بها على أقامة الملك ( قال ) النبى لهم ( ان الله اصطفاه ) اختاره للملك( عليكم وزاده بسطة ) سعة ( فى العلم والجسم ) وكان أعلم بنى اسرائيل يومئذ وأجملهم وأتمهم خلقا ( والله يؤتى ملكه من يشاء ) لا أعتراض عليه ( والله واسع ) فضله ( عليم ) بمن هو أهل له فأنه تعالى مالك الملك على الاطلاق فله أن يؤتى الملك لمن يشاء سواء كان غنيا أم فقيرا كما أتاكم أياه بعد ان كنتم مستعبدين عند أل فرعون ( وقال لهم نبيهم ) لما أذعنوا لذلك وطلبوا منه أية تدل على انه سبحانه وتعالى اصطفى طالوت وملكه عليهم ( ان أية ) أى علامة ( ملكه أن يأتيكم التابوت ) أى الصندوق وكان فيه صور الانبياء عليهم الصلاة والسلام انزله الله تعالى على أدم  عليه السلام ثم توارثه أولاد أدم الى ان بلغ ابراهيم ثم كان عند اسماعيل ثم عند يعقوب ثم كان فى بنى اسرائيل الى ان وصل الى موسى ثم تدواله أنبياء بنى اسرائيل ثم استمر عند بنى اسرائيل وكانوا اذا اختلفوا فى شئ تكلم او حكم بينهم واذا حضروا القتال قدموه بين ايديهم فيستفتحون به على عدوهم كما قال تعالى ( فيه سكينة ) أى طمأنينة لقلوبكم ففى اى مكان كان التابوت اطمأنوا اليه واسكنوا له قال قتادة والكليبى فلما عصوا وفسدوا سلط الله عليهم العمالقة اصحاب جالوت فغلبوهم على التابوت وأخذوه ( من ربكم وبقية مما ترك أل موسى وأل هرون ) وهى نعلا موسى وعصاه وعمامة هرون وقفيز من المن الذى كان ينزل عليهم وضاض من الالواح أى فتاتها ( تحمله الملائكة ) قيل رفعه الله بعد موسى . فنزلت به الملائكة وهم ينظرون اليه ( ان فى ذلك لاية لكم ) على ملكه ( ان كنتم مؤمنين ) صدق الله العظيم .......يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة