تابع سورة البقرة ( تلك الرسل )

بأداة البعد اعلاميا ببعد مراتبهم وعلو منازلهم بالمحل الذى لاينال والمقام الذى لا يطال ومعنى قوله تعالى نلك الرسل أى الرسل التى ذكرت قصصها فى السورة او التى ثبت علمها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فضلنا بعضهم على بعض ) بتخصيصه بمنقبة ليست لغيره لما أوجب ذلك من تفضليهم فى الحسنات بعد ان فضلنا الجميع بالرساله ( منهم من كلم الله ) بلا واسطة وهو موسى ومحمد صلى الله عليهما  وسلم كلم موسى ليلة تحيره فى معرفة طريقه من مسيره من مدين الى مصر وفى الطور ومحمدا ليلة المعراج حين كان قاب قوسين او أدنى وبين التكليمين بون عظيم ومنهم ايضا أدم عليه السلام كما ورد فى الحديث ( ورفع بعضهم ) وهو محمد صلى الله عليه وسلم ( درجات ) على غيره بعموم الدعوة وختم النبوة به والاتباع الكثيرة فى الازمان الطويلة وبنسخ جميع الشرائع وبكونه رحمة للعالمين وبتفضيل أمته على سائر الامم وبالمعجزات المتكاثرة المستمرة وأضهرها القرأن الذى عجز أهل السموات والارض عن الاتيان بسورة من مثله والايات المتعاقبة بتعاقب الدهر والفضائل العلمية والعملية الغالبة للحصر ولو لم يؤت الا القرأن وحده لكافى به فضلا منيفا على سائر ماأوتى الانبياء لانه المعجزة الباقية على وجه الدهر دون سائر المعجزات وانشقاق القمر باشارته وحنين الجذع بمفارقته وتسليم الحجر عليه وكلام البهائم والشهادة برسالته ونبع الماء من بين أصابعه وغير ذلك مما لايحصيه الا الله تعالى وروى عنه صلى الله عليه وسلم انه قال فضلت على الانبياء بست. أوتيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب واحلت لى الغنائم وجعلت لى الارض مسجدا و وطهورا وأرسلت الى الخلق كافة وختم بى النبيون ( وأتينا عيسى ابن مريم البينات ) من أحياء الموتى وغيره ( وأيدناه ) أى قويناه ( بروح القدس ) وهو جبريل يسير معه حيث سار وخص عيسى عليه السلام بأسمه لافراط اليهود فى تحقيره والنصارى فى تعظيمه حيث قالوا هو ابن الله وابهم محمدا صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى بعضهم  حيث لم يقل ورفع محمدا صلى الله عليه وسلم لما فى الابهام من تفخيم فضله واعلاء قدره ما لا يخفى لما فيه من الشهادة على انه العلم على انه العلم الذى لايشتبه والمتميز الذى لا يلتبس  وسئل الخطيئة عن أشعر الناس فذكر زهيرا والنابغة ثم قال ولو شئت لذكرت الثالث أراد نفسه ولو قال ولو شئت لذكرت نفسى فهو بذلك لم يفخم أمره ( ولو شاء الله ) هدى الناس جميعا ( ما اقتتل الذين من بعدهم ) من بعد الرسل أى ما اقتتلت أممهم ( من بعد ما جاءتهم البينات ) المعجزات الواضحه على ايدى رسلهم وذلك لاختلافهم فى الدين وتضليل بعضهم بعضا ( ولكن اختلفوا فمنهم من أمن ) أى ثبت على ايمانه ( ومنهم من كفر ) كالنصارى بعد المسيح ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ) بعد اختلافهم بالايمان والكفر ( ولكن الله يفعل ما يريد ) صدق الله العظيم ......يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة