أى فى أن تطلبوا ( فضلا ) رزقا ( من ربكم ) بالتجارة فى الحج نزل ردا لكراهتهم فى ذلك ( فأذا أفضتم ) دفعتم ( من عرفات ) بعد الوقوف بها ( فأذكروا الله ) بعد المبيت بمزدلفه بالتلبيه والتهليل والدعاء ( عند المشعر الحرام ) هو جبل فى أخر المزدلفه يقال له قرح ( واذكروه كما هداكم ) لمعالم دينه ومناسك حجه ( وان كنتم من قبله ) قبل هداه ( لمن الضالين ثم أفيضوا ) ياقريش ( من حيث أفاض الناس ) أى من عرفة بأن تقفوا بها معهم وكانوا يقفون بالمزدلفة ترفعا عن الوقوف معهم ( واستغفرا الله ) من ذنوبكم ( ان الله غفور ) للمؤمنين ( رحيم ) بهم ( فاذا قضيتم ) أديتم ( مناسككم ) عبادات حجكم بأن رميتم جمرة العقبه وطفتم واستقررتم بمنى ( فأذكروا الله ) بالتكبير والثناء ( كذكركم أباءكم ) فاكثروا ذكره وبالغوا فيه كما تفعلون بذكر أبائكم فى المفاخرة وكانت العرب اذا قضوا مناسكهم وقفوا بمنى بين المسجد والجبل فيذكرون مفاخر أبائهم ومحاسن ايامهم ( أو أشد ذكرا ) من ذكركم أياهم ( فمن الناس من يقول ربنا أتنا فى الدنيا ) نصيبنا ومنحتنا فى الدنيا ( وماله فى ألاخرة من خلاق ) نصيب ( ومنهم من يقول ربنا أتنا فى الدنيا حسنة ) نعمة بمعنى الصحة والكفاف والتوفيق للخير ( وفى ألاخرة حسنة ) هى الجنة ( وقنا عذاب النار ) بعدم دخولها بالعفو والمغفرة والقصد به الحث على طلب خير الدارين وقيل الحسنة فى الدنيا المرأة الصالحة ( أولئك ) اشارة الى الفريق الثانى ( لهم نصيب ) ثواب ( مما كسبوا ) أى من أجل ما عملوا من الحج والدعاء ( والله سريع الحساب ) يحاسب الخلق كلهم فى قدر نصف نهار من أيام الدنيا أو فى مقدار لمحة فبادروا الى الطاعات ( وأذكروا الله فى أيام معدودات ) اى كبرو الله أدبار الصلوات وعند ذبح الهدى ورمى الجمار وغيرها فى أيام التشريق ( فمن تعجل ) فمن أستعجل بالنفر من منى ( فى يوين ) أى فمن نفر فى ثانى ايام التشريق بعد رمى الجمار ( فلا أثم عليه ) بالتعجيل ( ومن تأخر ) بها حتى بات ليلة الثالث ورمى جماره ( قلا أثم عليه ) بذلك أى هم مخيرون وفى ذلك ردا على أهل الجاهلية فان منهم من أثم المتعجل ومنهم من أثم المتأخر ( لمن أتقى ) الله فى حجه . وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ( واتقوا الله ) فى مجامع أموركم ( واعلموا أنكم اليه تحشرون ) فى ألاخرة فيجازيكم بأعمالكم ( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحيوة الدنيا ) ولا يعجبك فى الخرة لما يعتريه من الدهشة والحبسة ( ويشهد الله على ما فى قلبه ) يحلف ويستشهد الله على أن ما فى قلبه موافق لكلامه ( وهو ألد الخصام ) شديد الخصومة لك ولاتباعك لعدواته لك وهو ألاحنس بن شريق فقد كان منافقا حلو الكلام للنبى صلى الله عليه وسلم يحلف أنه مؤمن به ومحب له فيدنى مجلسه وكان قد مر بزرع لبعض المسلمين فأتلفه واحرقه فأكذبه الله فى ذلك كما قال تعالى ( واذا تولى ) أدبر وأنصرف عنك ( سعى ) مشى ( فى الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ) كما فعل الاخنس وكما يفعل ولاة السؤ بالقتل والأتلاف ( والله لايحب الفساد ) لايرضى به فأحذروا غضبه على المفسدين ( وأذا قيل له اتق الله ) فى فعلك ( أخذته العزة ) حملته ألانفه والحمية عل العمل ( بالآثم ) الذى امرنا الله تعالى باتقائه ( فحسبه ) كافيه ( جهنم وبئس المهاد ) الفراش هى ( ومن الناس من يشرى نفسه ) صدق الله العظيم .......يتبع بأذن الله تعالى