تابع سورة البقرة ( يؤتى الحكمة )

أى العلم النافع المؤدى الى العمل وقيل هى النبوة وقيل علم القرأن وقال مجاهد هى القرأن والعلم والفقه ( من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوت خيرا كثيرا ) لمصيره الى السعادة الابدية ( وما يذكر ) أى ما يتعظ بما قص من الايات ( الا أولوا الالباب ) أى اصحاب العقول الخالصة من شواهب الوهم والركون الى متابعة الهوى ( وما أنفقتم ) أى أديتم ( من نفقة ) قليلة او كثيرة سرا او علانية زكاة او صدقة تطوع ( أو نذرتم من نذر ) بشرط او بغير شرط فوفيتم به ( فأن الله يعلمه ) فيجازيكم به ( وما للظالمين ) بمنع الزكاة والنذر او بوضع الانفاق فى غير محله من معاصى الله تعالى ( من أنصار ) اى من ينصرهم من عقاب الله ويمنعهم من عذابه اى لا ناصر لظالم قط ( ان تبدوا ) اى تظهروا ( الصدقات ) اى النوافل ( فنعما هى ) اى فنعم شئ أبداؤها ( وان تخفوها ) اى تسروها ( وتؤتها الفقراء ) اى تعطوها لهم فى السر ( فهو خير لكم ) اى افضل من ابدائها وأيتاؤها للفقراء افضل من ايتائها للاغنياء سئل صلى الله عليه وسلم عن صدقة السر افضل أم صدقة العلانية فنزلت هذة الاية وفى الحديث صدقة السر تطفئ غضب الرب وقال صلى الله عليه وسلم سبعة يظللهم الله تعالى فى ظله يوم لا ظل الا ظله امام عادل وشاب نشأ فى عبادة الله تعالى ورجل قلبه متعلق بالمسجد اذا خرج عنه حتى يعود اليه ورجلان تحابا فى الله تعالى فأجتمعا على ذلك وتفرقا ورجل ذكر الله تعالى خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأه ذات منصب وجمال فقال انى اخاف الله تعالى ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه من نعم الله تعالى وان كان ممن يقتدى به فالاظهار فى حقه افضل فيكون قدوة أما صدقة الفرض فالآفضل اظهارها كالصلاة المكتوبة فى الجماعة افضل والنافلة فى البيت افضل ليقتدى به ولئلا يتهم ولا يجوز دفع شئ منها للاغنياء وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما صدقة السر فى التطوع تفضل علانيتها بسبعين ضعفا وصدقة الفريضة علانيتها افضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفا * تنبيه * الصدقة تطلق على الفرض والنفل قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وقال عليه الصلاة والسلام نفقة المرء على عياله صدقة والزكاة لا تطلق الا على الفرض ( ونكفر عنكم من سيئاتكم ) اى بعضها ( والله بما تعملون خبير) فيه ترغيب فى الاسرار لانه عالم بباطن الشئ طظاهره لايخفى عليه شئ منه . ولما منع النبى صلى الله عليه وسلم المسلمين من التصدق على فقراء المشركين كى تحملهم الحاجة ليسلموا أنزل ( ليس عليك هداهم ) اى لايجب عليك لكى تجعل الناس  مهديين فتمنع عنهم الصدقة ليدخلوا فى الاسلام بحاجة منهم اليها وانما عليك الارشاد والحث على المحاسن والنهى عن القبائح كالمن والاذى والانفاق الخبيث ( ولكن الله يهدى من يشاء ) صدق الله العظيم .......يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة