تابع سورةالبقرة ( يا أيها ألذين أمنوا انفقوا )

اى زكوا ( من طيبات ) جياد ( ما كسبتم ) من المال بالتجارة والصناعة وفيه دلالة على اباحة الكسب وانه ينقسم الى طيب وخبيث وعن عائشة رضى الله تعالى عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اطيب ما أكل الرجل من كسبه وان ولده من كسبه وقال صلى الله عليه وسلم ما اكل احد طعاما قط خيرا من ان يأكل من عمل يده والزكاة واجبة فى مال التجارة فبعد الحول تقوم العروض فيخرج من قيمتها ربع العشر ان كان قيمتها عشرين دينارا او مائتى درهم فضه فيزكيها وقال سمرة عن جندب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا ان نخرج الصدقة من الذى يعد للبيع ( ومما ) اى ومن طيبات ما ( أخرجنا لكم من الارض ) من الحبوب والثمار والمعادن وفى هذا أمر بأخراج ألعشر من الثمار والحبوب واتفق اهل العلم على ايجاب العشر فى النخيل والكروم وفيما يقتات من الحبوب ان كان مسقيا بماء السماء او من نهر يجرى الماء فيه من غير مؤنة وان كان مسقيا بساقية او ماشابه ففيه نصف العشر لقوله صلى الله عليه وسلم فيما سقت السماء والعيون او كان عثريا العشر وفيما يسقى بالنضج او ما شابه نصف العشر وعنه صلى الله عليه وسلم ليس فى حب ولا ثمر صدقة حتى يبلغ خمسة او سق وقال قوم الاية فى صدقة التطوع قال صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يغرس غرسا او يزرع زرعا فيأكل منه انسان او طير او بهيمة الا كانت له به صدقة ( ولا تيمموا ) اى لاتقصدوا ( الخبيث ) اى الردئ ( منه ) اى المذكور مما كسبتم ومما اخرجنا لكم ( تنفقون ) به فى الزكاة ( ولستم بأخذيه ) اى الخبيث لو اعطيتموه فى حقوقكم لردائته ( الا أن تغمضوا فيه ) الا ان تتسامحوا بالتساهل وغض البصر أى تسامحوا فيه بالحياء مع الكراهة فكيف تؤدون منه حق الله وروى عن البراء قال لو اهدى ذلك لكم ما اخذتموه الا على استحياء من صاحبه وغيظ فكيف ترضون لى ما لا ترضون لانفسكم وعن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما كانوا يتصدقون بحشف التمر وشراره فنهوا عن ذلك. هذا اذا كان المال كله او بعضه جيدا فان كان كل ماله رديئا فلا بأس باعطاء الردئ ( واعلموا أن الله غنى ) عن انفاقكم وانما يأمركم به لانتفاعكم ( حميد ) أى يجازى المحسن أفضل الجزاء على انه محمود على كل حال ( الشيطان يعدكم الفقر ) يخوفكم با لفقر ان تصدقتوا وبقول للمتصدق أمسك مالك فأنك اذا تصدقت افتقرت ( ويأمركم بالفحشاء ) أى بالبخل ومنع الزكاة قال الكلبي كل فحشاء فى القران فهو الزنا الا فى هذا الموضع ( والله يعدكم مغفرة منه ) لما وقع منكم من تقصير ( وفضلا ) رزقا خلفا منه بالزياده فى الدارين وكل نعمة منه فضل ( والله واسع ) فضله ( عليم ) بالمنفق وغيره وفيه اشارة الى انه لايضيع شيئا وان دق وعن ابن عباس وأبى هريرة رضى الله تعالى عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال يا ابن ادم أنفق انفق عليك وفى رواية عن أسماء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنفقى ولا تحصى فيحصى الله عليك ولا توعى فيوعى الله عليك ( يؤتى الحكمة ) صدق الله العظيم ......يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة