تابع سورة البقرة ( أو كالذى مر على قرية )

والمعنى ألم تر الى الذى مر على قرية هى بيت المقدس راكبا على حمار ومعه قفة تين وقدح عصير وهو عزيز ( وهى خاوية ) ساقطه ( على عروشها ) سقوفها لما خربها بختنصر وقتل بنى اسرائبل حتى افناهم ثم أمر جنوده ان يملآ كل رجل منهم ترسه ترابا فيقذفه فى بيت المقدس ففعلوا حتى ملؤه ثم أمرهم ان يجمعوا من كان فى بلدان بيت المقدس فأجتمع عنده صغيرهم وكبيرهم من بنى اسرائيل فاختار منهم سبعين الف صبى فقسمهم بين الملوك الذين كانوا معه فأصاب كل رجل منهم اربعة وفرق من بقى من بنى اسرائيل ثلاث فرق فثلثا قتلهم وثلثا سباهم وثلثا اقرهم بالشام ( قال أنى ) كيف ( يحيى هذه الله بعد موتها ) استعظاما لقدرته تعالى وهذا اعتراف بالعجز عن معرفة طريقة الاحياء ( فأماته الله ) وألبثه ( مائة عام ) ميتا ( ثم بعثه ) أحياه ليريه كيفية ذلك (قال كم لبثت ) أى كم مكثت أى لما أحياه الله بعث اليه ملكا فسأله كم لبثت وعن ابن عباس ان عزيزيا كان عبدا صالحا حكيما خرج ذات يوم الى ضيعة له يتعاهدها فلما أنصرف انتهى الى خربة حين قامت الظهيرة فأصابه الحر فدخل الخربة وهو على حمار له فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين وسلة فيها عنب فنزل فى ظل تلك الخربة وأخرج قصعة كانت معه فأعتصر من العنب الذى كان معه فى القصعه ثم اخرج خبزا يابسا معه فألقاه فى تلك القصعه التى بها عصير العنب ليبتل فيأكله ثم أستلقى على ظهره واسند رجليه الى الحائط فنظر فى سقف تلك البيوت ورأى ما فيها وهى ساقطه على عروشها وراى عظاما بالية فقال أنى يحيى هذه الله بعد موتها فلم يشك ان الله يحيها ولكن قالها تعجبا فبعث له الله ملك الموت فقبض روحه فأماته الله مائة عام فلما أتت عليه مائة عام وكان فيما بين ذلك فى بنى اسرائيل أمور وأحداث فبعث الله الى عزيز ملكا فخلق قلبه ليعقل به وعينيه لينظر بهما فيعقل كيف يحيى الله الموتى ثم ركب خلقه وهو ينظر ثم كسا عظامه اللحم والشعر والجلد ثم نفخ فيه الروح كل ذلك وهو يرى ويعقل فأستوى جالسا فقال له الملك كم لبثت ( قال لبثت يوما أو بعض يوم ) لانه نام اول النهار وأماته الله تعالى ضحى فى اول التهار وأحياه بعد مائة عام فى اخر النهار عند الغروب فظن انه يوم النوم ( قال ) أى الله والملك له ( بل لبثت مائة عام فأنظر الى طعامك ) وكان تينا وعنبا ( وشرابك ) وكان عصيرا أو لبنا ( لم يتسنه ) أى لم يتغير بمرور الزمان فكان التين والعنب كأنهما قد قطفا من ساعته والعصير كأنه قد عصر أو اللبن قد حلب من ساعته ( وأنظر الى حمارك ) كيف هو فراه ميتا وعظامه بيض تلوح ( ولنجعلك أية للناس ) أى وفعلنا ذلك لنجعلك أية أى لنجعلك عبرة ودلاله على البعث بعد الموت ( وانظر الى العظام ) يعنى عظام الحمار ( كيف ننشرها ) نحييها ونرفعها ( ثم نكسوها لحما ) فنظر اليها وقد تركبت وكسيت لحما ونفخ فيه الروح ونهق بأذن الله تعالى . ( وأنظر الى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما ) صدق الله العظيم ......يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة