تابع سورة البقرة ( يسئلونك عن الخمر والميسر )

سمى عصير العنب والتمر اذا اشتد وغلا خمرا لانه يخمر العقل كما سمى سكرا لانه يسكره أى يحجزه وهو حرام مطلقا وكذا كل ما أسكر عند أكثر العلماء وقال ابو حنيفة نقيع الزبيب والتمر أذا طبخ حتى ذهب ثلثاه هم أشتد ثم أشتد حل شربه ما دون السكر  والميسر هوالقمار  والمعنى يسئلونك عن تعاطيها ( قل ) لهم ( فيهما ) أى فى تعاطيهما ( أثم كبير ) عظيم لما يحصل بسببهما من المخاصمة والمشاتمة وقول الفحش ( ومنافع للناس ) باللذة والفرح فى الخمر واصابة المال بلا كد فى الميسر ( وأثمهما ) أى ما ينشأ عنهما من المفاسد ( أكبر ) أى اعظم ( من نفعهما ) المتوقع منهما ولذا قيل ان هذا هو المرم للخمر فأن المفسدة أذا ترجحت على المصلحة أقتضت تحريم الفعل ولما نزلت الاية شربها قوم وأمتنع أخرون ألى أن حرمتها أية المائدة لما قال عمر رضى الله تعالى عنه أللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا فنزلة الاية انما الخمر والميسر الى قوله فهل انتم منهون فقال عمر رضى الله تعالى عنه انتهينا يارب ( ويسئلونك ماذا ينفقون ) أى ما قدره وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حثهم على الصدقة فقالوا ماذا ننفق فقال الله تعالى ( قل ) لهم أنفقوا ( العفو) أى الفاضل عن الحاجة ولا تنفقوا ما تحتاجون أليه وتضيعوا أنفسكم وقيل... ان ينفق ما لا يبلغ أنفاقه منه الجهد واستفراغ الوسع كما قيل خذى العفو منى تستديمى مودتى  ولا تنطقى فى سورتى حين اغضب وسورة الغضب شدته وحدته ... وقال قتادة وعطاء هو ما فضل عن الحاجة وكانت الصحابة رضى الله تعالى عنهم يكتسبون المال ويمسكون قد النفقة ويتصدقون بالفضل بحكم هذة الاية وقال مجاهد معناه التصدق عن ظهر غنى لما روى يأتى احدكم بماله كله يتصدق به ويجلس يتكفف الناس انما الصدقة عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وأبدأ بمن تعول وقال عمرو بن دينار الوسط من غير أسراف ولا أقتار كما قال تعالى والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ( كذلك ) اى كما بين لكم ماذكر ( يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون ) فى امر ( الدنيا والاخرة ) فتأخذون بالاصلح لكم فيهما ( ويسئلونك عن اليتامى ) وما يلقونه من الحرج فى شأنهم قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما لما نزل قوله تعالى ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتى هى احسن وقوله ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما فالايات تحرج المسلمون من اموال اليتامى تحرجا شديدا فأنزل الله تعالى ( قل اصلاح لهم ) اى اليتامى بتنمية اموالهم وبتداخلكم معهم ( خير ) من تجنبكم منهم ( وان تخالطوهم أى تخلطوا نفقتهم بنفقتكم ( فاخوانكم ) أى فهم اخوانكم فى الدين ومن شأن الاخ ان يخالط اخاه اى فلكم ذلك واليتامى جمع يتيم وان اليتيم طفل لا أب له وقيل المراد بالمخالطه المصاهرة ( والله يعلم المفسد ) لاموالهم بمخالطته ( من المصلح ) بها فيجازى كلا منهما بعمله وفى ذلك وعيد لمن خالطهم لآفساد ووعد لمن خالطهم لآصلاح ( ولو شاء الله لاعنتكم ) لضيق عليكم بتحريم المخالطة ( ان الله عزيز ) صدق الله العظيم ...... يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة