تابع سورة البقرة ( ولا تأكلوا اموالكم بينكم )

أى لايأكل بعضكم مال بعض ( بالباطل ) ألحرام شرعا كالسرقه والنصب ( و) لا ( تدلوا) تلقوا ( بها ) بالاموال رشوة ( الى الحكام لتأكلو ) بالتحكم والتاحكم ( فريقا ) طائفه ( من أموال الناس بألاثم ) أى بما يوجب أثما كشهادة الزور وأليمين الكاذبة ( وانتم تعلمون ) انكم مبطلون فأن ارتكاب المعصيه مع العلم بها أقبح روى ان عبدان الحضرمى ادعى على امرئ القيس الكندي قطعة ارض ولم يكن له بينه فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحلف امرؤ القيس فهم بالحلف فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا فأرتدع عن اليمين وسلم الارض لعبدان فنزلت الاية وهى دليل على ان حكم القاضى لاينفذ باطنا ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام لخصمين أختصما أليه أنما انا بشر وانتم تختصمون لدى ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته أى أقوم وأقدر عليها من بعض فأقضى له على ما أسمع منه فمن قضيت له بشئ من أخيه فأنما أقطع له قطعه من نار فبكيا وقال كل واحد منهما حقى لصاحبى فقال أذهبا فتواخيا ثم استهما ليحلل كل واحد منكما ما لصاحبه ( يسئلونك عن ألاهله ) سألا معاذ بن جبل وثعلبة بن غئم فقالا ما بال الهلال يبدو دقيقا ثم يزيد حتى يستوى ثم لايزال ينقص حتى يعود كما بدا ولا يكون على حاله واحدة كالشمس ( قل هى مواقيت ) جمع ميقات ( للناس ) يعلمون بها أوقات زرعهم ومتاجرهم وعددة نسائهم فى الحيض والنفاس وصيامهم وافطارهم ( والحج ) أى يعلم بها وقته ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من أتقى ) كانت الانصار اذا أحرموا لم يدخلوا دارا ولا فسطاطا من بابه وانما يدخلون ويخرجون من نقب أو فرجه وراءه ويعدون ذلك برا فبين لهم انه ليس ببر وانما البر من اتقى المحارم والشهوات ( وأتوا البيوت من أبوابها ) فى الاحرام كغيره أو باشروا ألامور من وجوهها التى يجب ان تباشر عليها ( وأتقوا الله لعلكم تفلحون ) لكى تظفروا بالهدى والبر والمراد توطين النفوس وربط القلوب على ان جميع أفعال الله تعالى حكم وصواب من غير أختلاج شبهه ولا اعتراض شك فى ذلك حتى لايسئل عنه ولما صد صلى الله عليه وسلم عن البيت عام الحديبيه وصالح الكفار على ان يعود العام القابل ويخلوا له مكة ثلاثة ايام وتجهز لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفى قريش ويقاتلوهم وقد كره المسلمون قتالهم فى الحرم وبالاحرام والشهر الحرام نزل قوله تعالى ( وقاتلوا فى سبيل الله ) أى لاعلاء دينه ( ألذين يقاتلونكم ) من الكفار ( ولا تعتدوا ) عليهم بأبتداء القتال أو بقتال المعاهد أو المفاجأه به من غير دعوه ( ان الله لا يحب المعتدين ) المتجاوزين ما حد لهم أى يريد بهم الخير وهذا منسوخ أية براءه أو بقوله ( وأقتلوهم حيث ثقفتوهم ) وجدتموهم ( واخرجوهم من حيث أخرجوكم ) أى من مكة وقد فعل ذلك بمن لم يسلم يوم الفتح ( والفتنة ) الشرك منهم ( أشد ) أعظم ( من القتل ) لهم فى الحرم أو الاحرام الذى استعظمتموه ( ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام ) أى فى الحرم ( حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم ) فيه ( فأقتلوهم ) فيه ( كذلك) القتل والاخراج ( جزاء الكافرين فان أنتهوا ) عن الكفر وأسلموا ( فأن الله غفور ) لهم ( رحيم ) بهم يغفر لهم ما قد سلف ( وقاتلوهم حتى لاتكون ) توجد ( فتنه ) شرك ( ويكون الدين ) العبادة ( لله ) وحده لايعبد سواه ( فان انتهوا ) عن الشرك ( فلا عدوان ألا على الظالمين ) صدق الله العظيم ........ يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة