تابع سورة البقرة ( ومن الناس من يشرى نفسه )

أى يبيعها ويبذلها فى طاعة الله كالجهاد أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى يقتل ( ابتغاء ) طلب ( مرضاة الله ) رضاه وهو صهيب بن سنان الرومى لما أذاه المشركون وعذبوه ليرتد فقال أنى شيخ كبير لاينفعكم ان كنت معكم ولا يضركم ان كنت عليكم فأخلونى وما انا عليه وخذوا مالى فقبلوه منه وأتى المدينة ( والله رؤف بالعباد ) حيث أرشدهم الى ما فيه رضاه وكلفهم بالجهاد فعرضهم لثواب الشهادة والغزاة ( يا أيها الذين أمنوا ادخلوا فى السلم ) اى الاسلام ( كافة ) أى فى جميع شرائعه والمعنى أستسلموا لله واطيعوه جملة ظاهرا وباطنا والخطاب للمنافقين أو بمعنى  ادخلوا فى الاسلام بكليئكم ولاتخلطوا به غيره والخطاب لمؤمنى أهل الكتاب فانهم بعد أسلامهم عظموا السبت وحرموا الابل والبانها ( ولا تتبعوا خطوات ) طرق ( الشيطان ) أى تزيينه من تعظيم السبت وتحريم لحوم الابل والبانها ( انه لكم عدو مبين ) ظاهر العدواة ( فان زللتم ) أى ملتم عن الدخول فى السلم اى فى جميع شرائع الاسلام ( من بعد ما جائتكم البينات ) أى الشواهد على انه الحق ( فأعلموا ان الله عزيز ) لايعجزه شئ عن انتقامه منكم ( حكيم ) فى صنعه ( هل ينظرون ) أى ما ينتظرون التاركون للدخول فى الاسلام ( الا ان يأتيهم الله ) أى أمره وهو بأسه وعذابه ( فى ظلل ) جمع ظلة وهى ما تظلل ( من الغمام ) أى من السحاب الابيض ويسمى غماما لانه يغم أى يستر ( والملائكة ) فأنهم الاتون على الحقيقة ببأسه ( وقضى الامر ) أى تم أمر هلاكهم ( والى الله ترجع الامور ) فى الاخرة فيجازيهم ( سل ) يامحمد ( بنى اسرائيل ) تبميتا ( كم أتيانهم من أية بينة ) كظاهرة فلق البحر وانزال المن والسلوى فبدلوها كفرا ( ومن يبدل نعمة الله ) أى ايات الله فانها سبب الهدى الذى هو اجل وافضل النعم ( من بعد ما جاءته ) من بعد ما وصلت اليه وتمكن من معرفتها وفيه تعريض بأنهم بدلوها بالتحريف وألتأويل الزائغ بعد ما عقلوها ( فان الله شديد العقاب ) له أشد العقوبة لمن أرتكب أشد جريمة ( زين للذين كفروا ألحيوة الدنيا ) حسنت فى أعينهم وأشربت محبتها فى قلوبهم حتى تهالكوا عليها واعرضوا عن غيرها . قيل انها نزلت فى مشركى العرب أبى جهل وأصحابه وكانوا يتنعمون بما بسط لهم فى الدنيا ويكذبون بالميعاد ( ويسخرون من ألذين أمنوا ) اى يستهزؤن بالفقراء من المؤمنين كبلال وعمار وصهيب لفقرهم ويتعالون عليهم بالمال ويسترذلونهم على رفضهم الدنيا وأقبالهم على العاقبة ( والذين أتقوا ) الشرك وهم هؤلاء ( فوقهم يوم القيامة ) لانهم فى الاعليين وهم فى اسفل السافلين ( والله يرزق من يشاء ) فى الدارين ( بغير حساب ) بدون حدود وتقدير اى رزقا واسعا فيوسع فى الدنيا استدرجا تارة وأبتلاء اخرى . وقيل رزقا واسعا فى الاخرة او الدنيا بأن يملك المسخور منهم اموال الساخرين ورقابهم ( كان الناس أمة واحدة ) على الايمان فاختلفوا بأن امن بعض وكفر بعض ( فبعث الله النبيين ) اليهم ( مبشرين ) لمن أمن بالجنة ( ومنذرين ) لمن كفر بالنار ( وانزل معهم الكتاب ) بمعنى الكتب ( بالحق ) اى متلبسا بالحق شاهدا به ( ليحكم ) به ( بين الناس فيما أختلفوا فيه ) من الدين ولا يراد به انه سبحانه وتعالى أنزل مع كل نبى كتابا يخصه فأن اكثرهم لم يكن معهم كتب تخصهم وانما كانوا ياخذون بكتب من قبلهم ( وما اختلف فيه ) اى الدين ( الا الذين اوتوه ) اى الكتاب المنزل فامنوا ببعض وكفروا ببعض ( من بعد ما جاءتهم البينات ) اى الحجج الظاهرة على التوحيد ( بغيا ) من الكافرين ( بينهم ) حسدا وظلما لحرصهم على الدنيا ( فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق ) صدق الله العظيم ....... يتبع بأذن الله نعالى 

المشاركات الشائعة