تابع سورة البقرة ( ولكن الله يفعل ما يريد )

فيوفق من يشاء فضلا منه ويخذل من يشاء عدلا منه والاية دليل على ان الانبياء متفاوتة الاقدام وانه يجوز تفضيل بعضهم على بعض ولكن بنص لان اعتبار الظن فيما يتعلق بالعمل لا بالاعتقاد وان الحوادث بيد الله لقوله تعالى يفعل مايريد تابعة لمشيئته تعالى خيرا كان او شرا ايمانا او كفرا ( يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم ) ما أوجبنا عليكم انفاقه ( من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خله ولا شفاعه ) أى قبل أن يأتى يوم لا تقتدرون فيه على تدارك ما فرطتم فيه والخلاص من عذابه اذ لابيع فيه فتحصلون ما تنفقونه أو تفتدون به من العذاب ولا خلة حتى يعينكم عليه أخلاؤكم أو يسامحوكم به ولا شفاعة ألا لمن أذن له الرحمن ورضى له قولا حتى تتكلوا على شفعاء تشفع لكم فى حط ما فى ذممكم ( والكافرون ) أى المعلوم كفرهم فى ذلك اليوم وهو يوم القيامة فهم لاينفقون لخوفه وارهابه ( هم الظالمون ) أى هم المختصون بأنهم الظالمون أى الكاملون فى الظلم لاغيرهم وقيل والكافرون بالله أو بما فرض عليهم هم الظالمون لوضعهم أمر الله فى غير محله ( ألله لا اله ) أى لامعبود بحق فى الوجود ( الا هو ألحى ) الدائم البقاء ( ألقيوم ) المبالغ فى القيام بتدبير خلقه ( لاتأخذه سنة ) نعاس أى فتور يتقدم النوم ( ولا نوم ) والنوم حال تعرض للحيوان من أسترخاء أعصاب الدماغ من رطوبات الابخرة المتصاعدة بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الاحساس رأسا والجملة نفى للتشبيه وتأكيد لكونه تعالى حيا قيوما فأن من أخذه نعاس أو نوم كان قاصرا فى الحفظ والتدبير ( له ما فى السموات وما فى الارض ) تقرير لقيومته واحتجاج به على تفرده فى الالوهية  ( من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه ) بيان لكبرياء شأنه وانه لا احد يساويه أو يدانيه يستقل بأن يدفع ما يريده شفاعة وتواضعا فضلا ان يدفعه عنادا ومخاصمة ( يعلم ما بين ايديهم ) أى الخلق من أمر الدنيا ( وما خلفهم ) أى أمر الاخرة ( ولا يحيطون بشئ ) قليل ولا كثير ( من علمه ) أى لايعلمون شيئا من مما عنده من المعلومات ( الا بما شاء ) أن يعلمهم به منها  بأخبار الرسل او الالهام ( وسع كرسيه السموات والارض ) تصوير لعظمته وتمثيل مجرد كقوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ولا كرسى فى الحقيقه ولا قاعد وقيل المراد بالكرسى علمه وقيل ملكه وقيل جسمه بين يدى العرش ولذلك سمى كرسيا محيط بالسموات السبع لقوله عليه الصلاة والسلام ما السموات السبع والارضون السبع مع الكرسى الا كحلقة فى فلاة وفضل العرش على الكرسى كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة . واختلف فى الكرسى فقال الحسن هو العرش نفسه وقال ابو هريرية هو موضع امام العرش والاحاديث تدل عليه ويروى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ان السموات السبع فى الكرسى كدراهم سبعة القيت فى ترس وقال على ومقاتل كل قائمة من الكرسى طولها مثل السموات السبع والارضين السبع وهو بين يدى العرش ويحمل الكرسى أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه وأقدامهم فى الصخرة التى تحت الارض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام . وفى بعض الاخبار ان ما بين حملة العرش وحملة الكرسى سبعين حجابا من ظلمة وسبعين حجابا من نور غلظ كل حجاب مسيرة خمسائة عام لولا ذلك لاحترقت حملة الكرسى من نور حملة العرش ( ولا يؤده ) أى لايثقله ولا يشق عليه ( حفظهما ) أى السموات والارض ( وهو العلى ) أى الرفيع فوق خلقه المتعالى عن الاشباه والانداد ( العظيم ) صدق الله العظيم ........ يتبع بأذن الله تعالى 

المشاركات الشائعة